قرر الأسكتلنديون البقاء داخل الاتحاد البريطاني بعد أن رفضوا بشكل قاطع الاستقلال، وحققت أصوات مؤيدي البقاء داخل الاتحاد البريطاني تقدما ملحوظا على أصوات مؤيدي الاستقلال فى الأصوات التي تم فرزها حتى الآن. وتشير النتائج شبه النهائية بعد فرز 31 مقاطعة من أصل 32 إلى التأييد الواضح للبقاء داخل الاتحاد البريطاني، حيث بلغت عدد الاصوات التي صوتت ب"لا" للانفصال 1914187 بينما بلغ عدد اصوات "نعم" 1539920. ولاتزال عمليات الفرز مستمرة، الا أن الأصوات المتبقية لن تؤثر على النتيجة النهائية. وألقي اليكس ساموند الوزير الأول في اسكتلندا، والذي كان يتزعم اتجاه الاستقلال، كلمة أعترف فيها بهزيمته وشكر انصاره على التصويت لصالح الاستقلال على الرغم من هزيمتهم. ودعا أليكس في كلمته إلى الوحدة. ورحب رئيس الوزراء البريطاني بنتائج الاستفتاء، وقال إن نتيجة الاستفتاء ستحسم مسألة اسكتلندا على الأقل لمدة جيل واحد. وتعهد كاميرون بالالتزام بتعهداته التي قطعها بشأن منح اسكتلندا سلطات واسعة تتعلق بالضرائب والانفاق والرخاء الاجتماعي. وقال كاميرون إن أحزاب الوحدة الثلاثة في ويستمنستر سوف تفي هي الاخرى بتعهداتها لنقل مزيد من السلطة إلى البرلمان الاسكتلندي. وقال كاميرون ايضا إن الجماهير في انجلترا وويلز وايرلندا الشمالية يجب ان يكون لديهم مزيد من التأثير فيما يتعلق بادارة شؤون حياتهم ومستقبلهم. وأدت أنباء فشل الدعوة إلى استقلال اسكتلندا إلى ارتفاع في قيمة الجنية الاسترليني في الأسواق الأسيوية التي بدأت تعاملاتها في وقت مبكر قبل بدء الأسواق الأوربية. وتتواصل عمليات فرز الاصوات في الاستفتاء التاريخي بشأن البقاء ضمن المملكة المتحدة أو الاستقلال عنها بعد أكثر من ثلاثمئة عام من الاتحاد. وشهدت الانتخابات اقبال كبير من الناخبين في اسكتلندا وسمح لمن هم في السادسة عشرة من العمر بالتصويت، وذلك للمرة الأولى في تاريخ بريطانيا. وبلغ عدد مراكز الاقتراع أكثر من ألفي مركز تصويت عبر مختلف مناطق البلاد لاستقبال المشاركين في التصويت الذي انتهى في العاشرة مساء الخميس. ويتم فرز الأصوات في اسكتلندا، بما فيها مشاركة المصوتين عبر البريد، والذين بلغ عددهم رقما قياسيا في تاريخ اسكتلندا. وقد صوتت جلاسجو أكبر مدينة في اسكتلندا وثالث أكبر مدينة فى بريطانيا لصالح الاستقلال. اذ حقق مؤيدو الاستقلال 194779 صوت بينما حقق مؤيدو البقاء داخل الاتحاد البريطاني 169347 صوت. كما صوتت مدن داندي ووست دنبارتونشر لصالح الاستقلال. أما مدينة أبرديين فقد صوتت لصالح البقاء داخل الاتحاد بفارق يزيد عن 20000 صوت. وكانت استطلاعات للرأي اجراها موقع حكومي بعد اغلاق ابواب الاقتراع تشير إلى تقدم مؤيدي الاتحاد بنسبة 54 في المئة على مؤيدي الاستقلال بنسبة 46 في المئة. وكانت كلامننشر أوائل المناطق التي ظهرت فيها نتائج التصويت وكانت رافضة للانفصال عن الاتحاد البريطاني. ورأي معلقون أن هذا ذو دلالة خاصة حيث تعد تلك المنطقة من المناطق القوية للحزب القومي الاسكتلندي الداعي إلى الاستقلال.