عين الموسيقي أمين قويدر قائدا دائما للأوركسترا السيمفونية الوطنية مؤخرا وقادها في حفلي الافتتاح والاختتام، اين سجلت مشاركات أجنبية أيضا. مسيرته الأكاديمية والمهنية حافلة وتجاربه خارج الوطن كثيرة ومهمة. التقته الشروق على هامش حفل اختتام الطبعة السادسة فكان هذا الحوار. ما هي أهم معايير اختيار المقطوعات الموسيقية التي اخترتموها لحفل الاختتام؟ تكونت أوركسترا الاختتام من ثماني دول وشكلت الجزائر النسبة الأكبر من حيث إشراك الموسيقيين، حيث يقدر عدد الموسيقيين الجزائريين ب50 موسيقيا، إضافة إلى ثلاثين موسيقيا من مختلف الدول المشاركة. وأراد محافظ المهرجان أن يكون حفلا انتقائيا ومميزا يلبي كل الأذواق.
ما تقييمكم للطبعة السادسة من المهرجان؟ الطبعة السادسة من المهرجان طبعة ناجحة بفضل الجمهور الغفير والإقبال الكبير وأيضا بفضل المشاركة المميزة للأوركسترا السيمفونية بحوالي 80 موسيقيا، منهم من شارك في حفل الافتتاح وحفل الاختتام، ومنهم من حضر كضيف شرف.
هل جمهور الموسيقى السيمفونية في الجزائر "نخبوي" فقط؟ فكرة أن جمهور الموسيقى الكلاسيكية من "النخبة" بالضرورة بدأت في الاندثار، لاحظنا أن جمهور هذا النوع الموسيقي متنوع من حيث المستويات الاجتماعية، وأيضا من حيث الفئات العمرية. وفي البلدان العربية نلاحظ ميلا إلى عزف الموسيقى العربية على نمط سيمفوني، وفي الجزائر أيضا، فبفضل مدير الأوركسترا السيمفونية عبد القادر بوعزارة تم توزيع الموسيقى الجزائرية على النمط السيمفوني لعدد من المؤلفين الجزائريين. وهي تجارب أكدت نجاحها وأقنعت الجمهور.
إلى أي مدى تهتمون بتوزيع أغاني جزائرية على النمط السيمفوني، خاصة وأننا لاحظنا تجارب بولونية ويابانية وصينية، طبقت هذه التقنية في المهرجان؟ هذا لون موسيقي يقترح على الجمهور الجزائري، واعتقد أن سماع الموسيقى الجزائرية على النمط السيمفوني ظاهرة صحية جدا، لأنها كما قلت تكسب جمهورا جديدا وأيضا تسوق للتراث الموسيقي الجزائري في الخارج. الحمد لله كانت الأوركسترا السيمفونية سفيرا ناجحا في مختلف دول العالم، وقدمت العديد من أشهر الأغاني الجزائرية على هذا النمط فساهمت في انتشارها والتعريف بها.
ما هي مشاريع أمين قويدر بعد تعيينه قائدا دائما للأوركسترا السيمفونية؟ أنا أهدف لتجسيد كل تجربتي وعلاقاتي.. وتعييني كسفير للسلام في اليونسكو وكقائد دائم للأوركسترا السيمفونية الوطنية في خدمة زملائي وأصدقائي وأساتذتي وكل من يعمل في الحقل الموسيقي. الحمد لله، الإمكانات متوفرة في بلدي، وعليه فضلت الاستقرار وتكريس تجاربي وجهودي لخدمة وطني، وأكيد أن الإرادة السياسية المجسدة في تعيين الوزيرة لعبيدي التي تهتم بمستقبل الموسيقى السيمفونية هو حافز أيضا للمضي قدما.
ولكن ما هي أهم المشاريع على المدى القريب؟ سأعمل على توسيع دائرة المؤلفات الكلاسيكية، وسندعو أكبر عدد ممكن من الموسيقيين الجزائريين، وندعوهم إلى التأليف الموسيقي لفتح المجال أمام الجميع لكتابة الموسيقى. ودون أن ننسى مشروع تأسيس أوركسترا سيمفونية للشباب وخلق أوركسترا سيمفونية في وهران، وفي قسنطينة. نحتاج إلى أمثال رشيد صاولي واسماعيل بن حوحو وفريد عوامر وصافي بوتلة، وغيرهم من الموسيقيين الذين أثبتوا كفاءتهم في التأليف الموسيقي.