نيابة عن وزيرة الثقافة نادية لعبيدي شرابي أعطى سهرة أول أمس أمين عام الوزارة رابح حمدي إشارة إنطلاق فعاليات الطبعة السادسة للمهرجان الثقافي للموسيقى السيمفونية بالمسرح الوطني محي الدين باشطارزي وقال محافظ المهرجان عبد القادر بوعزارة في كلمته الترحيبية وبحضور نخبة من السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر أن «المستوى الذي وصلت إليه الأوركسترا السيمفونية الوطنية لم يتأتى إلا بالتكوين والإستقرار« مضيفا من ناحية أخرى أن «هناك مستقبلا مشروعي إفتتاح أوركسترا سيمفونية جهوية بكل من قسنطينة ووهران« منضيفا أن الأوركسترا السيمفونية الوطنية «ستحل العام المقبل ضيفة على مدينة مونس البلجيكية التي اختيرت عاصمة للثقافة الأوروبية 2015. في ضيافة خشبة المسرح الوطني محي الدين ، إنطلقت السيمفونية ،وشهد حفل الإفتتاح عزفا سيمفونيا مزدوجا بين الأوركسترا السيمفونية الوطنية بقيادة المايسترو أمين قويدرقائد الجوق، وسباعي الأوركسترا السيمفونية الملكية لغرفة فالونيا بلجيكا ضيف شرف الطبعة السادسة للمهرجان الذين توحدوا على مدار ساعتين من الزمن لغاية جمالية سامية قادها المايسترو أمين قويدر قائد الأوركسترا السيمفونية الوطنية . و منذ اللحظات الأولى للسهرة التي شهدت إقبالا كبيرا كانت أجواء الفرحة و المرح مرسومة على ملامح الجمهورو أشرف المايسترو أمين قويدر قائد الأوركسترا السيمفونية الوطنية على نسج أحاسيس حالمة بفضل إحترافيته في إدارة الجوقين بدقة عالية وتفاني وأدخل الحضور في حالة من السعادة والحنين، واستمتع الجمهور بالآداء الجميل للسوبرانو ذات الأصول المالغاشية كاترين مانندازا التي تألقت على الركح وأبدعت في أداء مقاطع من 4 أوبيرات شهيرة للمؤلف الموسيقي الإيطالي الشهير جوزيفي فيردي في باقة من الوصلات من الريبرتوار العالمي حيث امتزجت حماسة الكلمات بعذوبة الإيقاع لتتحقق الفرجة وجمال الصورة بأحاسيس مكتظة بالوعي الرسالة الجمالية المعبقة بالتراث الموسيقي العالمي . قسم برنامج السهرة إلى قسمين خاص بقامتين في عالم التأليف الموسيقي الكلاسيكي وهما فيردي وتشايكوفسكي ، و اهتز الجمهور وتفاعل بقوة مع الأداء العالي والقوي للسوبرانو المالغاشية كاترين ماناندازا و كانت البداية بنكهة درامية مع 4 مقاطع أوبرالية تشكل أجزاء مهمة من مسار المؤلف الإيطالي الشهير جيوزيبي فورتونينو فيردي في مجال الأوبرا بعنوان «لاترافييتا « وهي أوبيرات في جزئين، حملت المستمعين إلى أراضي الانتظار الموحشة والعذاب المتجدد و مع مقطع أوبيرات«عايدة« تجدد العشق في روحه التراجيدي وتعالت آهات العذاب والولع وتواصلت الجلسة مع أوبرات « الحفل التنكري « الحركة الثانية وتماوجت فيه أحاسيس الحب والخوف وتمائم الرحيل الأبدي وبدى ذلك الإندفاع من خلال حركة السوبرانو التي حلقت في مساء الإبداع وجسدت النص بروحه الخالصة التي تمازج التعاسة والأنين بأمواج من الأمال الأمال والمقطع الختامي هو أوبيرات « إل ترافاتوري« فكانت وشوشات عشق صامتة تارة ومفعمة بالحياة والبوح تارة أخرى في توليفة رائعة رحلت بالحضور إلى عوالم سحرية من تدفق الأحاسيس والتجاوب ، فكان حوارية رائعة أين تعالت لفترة طويلة ابتهاجا تصفيقات حارة للجمهور في جو من الهدوء وسط تناغم الآلات الموسيقية المشكلة للجوق كانت الليلة الحالمة ببرنامجها الثري والمتنوع ناجحة بكل المقاييس وفق برنامجا شمل مقطوعات موسيقية أدتها ببراعة كبيرة و تحكم تقني و نضج موسيقي عاليين و اختارت السوبرانو في هذه السهرة عرضا حمل عمق الطرب و الشجو الذي تألقت في أدائه و دعت الجوقة الجمهور الحاضر إلى رحلة رائعة . وتجاوب الجمهور العاشق للنوتات العالمية الكلاسيكية في رسم موسيقى أوبيرا فيردي المشهورة «لا ترافياتا » وهي لأحد أيوقنات المؤلفين الموسيقي في العالم و قد أبهر الأداء الإحترافي العالي الجمهور وأضفت السوبرانو كاترين ماناندازا ذات الصوت العذب و الشجي الجمهور بمقطوعات مستلهمة من أعمال فيردي التي أدتها ببراعة كبيرة وإحساس عالي. أما الجزء الثاني من السهرة فخصص لأداء السيمفونية السادسة للمؤلف الروسي إيليتش تشايكوفسكي مشكلة من نخبة من المقاطع والحركات الموسيقية الأوبرالية فكانت لكل مقطوعة حكاية أسطورية ، المايسترو أمين قويدر لم يترك مجالا لأعضاء الأوركسترا للشعور بالاختلاف بين جزائري وبلجيكي وكانت الموسيقى اللغة الموحدة، وكان الهدف الأسمى هو وحدة فنية قصوى. المايسترو أمين قويدر قائد الجوق السيمفوني الوطني ، وصاحب التجربة المشهود لها بالقدرة على تسيير جوق كلاسيكي مهما كان تنوعه واختلافه، التزم بتقديم مقاطع من الحركات الأربعة المتعارف عليها في هذا المجال، وهي الحركة السريعة أولا، ثم البطيئة ثم القصيرة. أما مدة السيمفونية فلم تكن طويلة ولم تتجاوز 10 إلى 20 دقيقة، ما سمح بتنويع البرنامج الساهر، والاحتفاظ بأكبر قدر من الجمهور الذي ملأ القاعة إلى آخر نوتة عزفت في اليوم الأول من المهرجان. المهرجان الثقافي الدولي السادس للموسيقى السيمفونية -الذي تستمر فعالياته إلى غاية 19 سبتمبر بمشاركة 19 بلدا سيعرف أيضا إقامة العديد من الحفلات خارج العاصمة بتيزي وزو وسيدي بلعباس ووهران وتلمسان .