افتتحت سهرة الجمعة بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي بالعاصمة الطبعة السادسة للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية بتقديم الأوركسترا السيمفونية الوطنية بقيادة المايسترو أمين قويدر لبعض روائع فيردي وتشايكوفسكي. وبحضور جمهور غفير غص به مسرح باشطارزي عرف الجزء الأول من هذه الإحتفالية -التي استمرت لحوالي الساعة والنصف من الزمن- تقديم مقاطع للعديد من الأعمال الأوبرالية الشهيرة للموسيقار الإيطالي جيوزيبي فيردي (1813-1901) كانت نجمته السوبرانو الملغاشية الأصل كاترين ماناندازا التي أبهرت الجمهور بروعة أدائها وخامة صوتها وأيضا حضورها المميز وتفاعلها مع الجمهور. "لا ترافياتا" و"أون بالو إن ماستشيرا" و"إلتروفاتوري" بالإضافة ل"عايدة" الشرقية الروح هي من إبداعات فيردي التي أحسنت في أدائها كاترين ماناندازا رفقة الأوركسترا السيمفونية الوطنية المدعومة بموسيقيين بلجيكيين وأجانب ما جعل الحضور يصفق لهم كثيرا. وتميز الجزء الثاني من هذه السهرة بتقديم أوركسترا أمين قويدر للسيمفونية السادسة للموسيقار الروسي بيوتر إليتش تشايكوفسكي (1840-1893) المسماة "باتيتتشسكايا" (السمفونية المؤثرة) وهي آخر سيمفونية لصاحب رائعة "بحيرة البجع" حيث ألفها بمدينة سان بطرسبيرغ في نفس عام وفاته في 1893. هي سيمفونية أخاذة بأربع حركات ومليئة بأحاسيس الأسى والشجن انتقلت خلالها الأوركسترا من حركتي أداجيو وأليغرو كون كراتزيا المليئتان بمشاعر الحزن والكرب إلى حركة أليغرو مولتو فيفاتشي التي يقطع بها تشايكوفسكي للحظات شجنه قبل أن يعود مرة أخرى إلى كمده بحركة أداجيو لامينتوزو. وعلى تصفيقات الحضور فضل الموسيقار أمين قويدر أن ينهي حفل الإفتتاح بتقديم موسيقى باليه "شتشلكونتشيك" (كسارة البندق) وهي إحدى روائع تشايكوفسكي التي ألفها في 1892. وأعرب أمين قويدر عقب الحفل عن "تشرفه بقيادة الأوركسترا السيمفونية الوطنية" و"سعادته ب+المستوى العالي+ الذي وصلت إليه" منوها في نفس الوقت ب"حرارة" الجمهور وبالعودة إلى أحضان مسرح باشطارزي التي اعتبر أنها "كانت مساعدة جدا للأوركسترا وخصوصا من حيث الصوت". وأبدت السوبرانو كاترين ماناندازا "سعادتها الكبيرة" بالحضور للجزائر وبالتكريم الذي حضيت به منوهة خصوصا بالتجربة "الرائعة والجميلة التي خاضتها رفقة الأوركسترا السيمفونية الوطنية". وقال من جهته محافظ المهرجان عبد القادر بوعزارة أن "+المستوى+ الذي وصلت إليه الأوركسترا السيمفونية الوطنية لم يتأتى إلا بالتكوين والإستقرار" مضيفا من ناحية أخرى أن "هناك مستقبلا مشروعي أوركسترا سيمفونية جهوية خاصين بقسنطينة ووهران" وأن الأوركسترا السيمفونية الوطنية "ستحل العام المقبل ضيفة على مدينة مونس البلجيكية التي اختيرت عاصمة للثقافة الأوروبية 2015". يذكر أن المهرجان الثقافي الدولي السادس للموسيقى السيمفونية -الذي تستمر فعالياته إلى غاية 19 سبتمبر بمشاركة 19 بلدا- سيعرف أيضا إقامة العديد من الحفلات خارج العاصمة بتيزي وزو وسيدي بلعباس ووهران وتلمسان ما سيضفي على هذا المهرجان العاصمي النشأة طابعا وطنيا أيضا. وإلى جانب بلجيكا -ضيفة شرف هذه الدورة- ودول أوروبية أخرى سيتمكن أيضا عشاق الموسيقى الكلاسيكية من الإستمتاع بما ستقدمه الأوركسترا السيمفونية الصينية والثنائي المكسيكي والرباعي الياباني بالإضافة الى الأوركسترا السيمفونية التونسية والسورية وأيضا المصرية التي تحضر لأول مرة.