ينتظر أن يبعث مجلس قضاء بومرداس خلال دورته الجنائية القادمة مرة أخرى، ملف التفجيرات الانتحارية التي استهدفت مقر الشرطة القضائية بالثنية بواسطة سيارة من نوع ''فولفو'' تم استيرادها من بريطانيا، وذلك عقب تمكن مصالح الأمن من الإطاحة ب 03 عناصر إرهابية أكدت التحريات الأمنية ضلوعها في التفجير، فيما لايزال متهم رابع وهو المدعو ''إسماعيل'' في حالة فرار، في وقت تشير تقارير أمنية إلى أنه لقي حتفه مباشرة بعد قيامه بالعملية الانتحارية. وسبق للمجلس أن تابع المتهمين الأربعة وفقا لقرار غرفة الاتهام بجناية الانتماء والإشادة بأعمال إرهابية واستعمال المتفجرات في تنفيذ عمليات إرهابية، لصلتهم المباشرة بالعمليات الانتحارية بواسطة سيارة مفخخة التي استهدفت مقر الشرطة القضائية بالثنية في ولاية بومرداس، التي تعود وقائعها إلى 29 جانفي 2008 في حدود السادسة والنصف صباحا عندما أقدم الإرهابي (حمزة أبو عبد الرحمن) على تفجير شاحنة مملوءة بما لا يقلئ عن 650 كيلوغراما من المتفجرات ما خلّف قتيلين و23 جريحا معظمهم مدنيين، وقد توصلت التحريات إلى تورط 25 متهما 12 منهم في حالة فرار على رأسهم عبد المالك درودكال و(ع.ط)'' صاحب الشاحنة الذي يوجد بلندن، حيث تمكن من مغادرة أرض الوطن أياما قليلة قبل عملية التفجير في حين لم تستطع مصالح الأمن العثور على الشاحنة الثانية التي تم استيرادها من طرف المتهم (ت.ر) المقيم أيضا بلندن، حيث خلصت التحريات إلى أن عملية التفجير خطط لها من طرف عناصر إرهابية تنشط خارج الوطن، إذ قامت هذه الأخيرة بتدعيم تنظيم درودكال بالشاحنات وبالمواد المتفجرة، وفي هذا المقام فقد سبق لمجلسي قضاء بومرداس والعاصمة بالفصل في ملفات ذات صلة بالقضية وتسليط عقوبات متفاوتة ضد المتهمين. وستسمح محاكمة المتهمين الأربعة الذين ينحدرون كلهم من منطقة بومرداس، والناشطين ضمن صفوف ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حيث تم إلقاء القبض على أحدهم في صائفة 2008 وهو بصدد بيع أشرطة تحريضية للجهاد في البلاد الإسلامية المحتلة على غرار العراق والشيشان، أسفرت التحريات الميدانية بعدها عن القبض عن متهمين اثنين آخرين ويبقى المتهم الرابع المدعو (إسماعيل) حسب الملف القضائي للمتهمين في حالة فرار، في حين تشير تقارير أمنية مؤكدة إلى أنه لقي حتفه مباشرة بعد قيامه بالعملية الانتحارية التي استهدفت مقر الشرطة القضائية بالثنية بواسطة سيارة مفخخة كان يقودها.