فى افتتاحيتها اليوم الاثنين سلطت صحيفة "الباييس" الإسبانية الأضواء على الحرب الإقليمية التى تشنها الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول المتحالفة معها على تنظيم "داعش". وتحت عنوان "الحرب ضد الرعب"، ترى الصحيفة أن "الحرب ضد الدولة الإسلامية، ليست عملية ضد الإرهاب كما يصفها البيت الأبيض، بل حربا جديدة إقليمية ومن دون حدود كان أوباما مضطرا لدخولها على الرغم من حالة عدم اليقين من مسار تطورها ولا يمكن التنبؤ بها". وتشير الصحيفة إلى تنظيم "داعش" "ليس هو سبب الوضع في العراق وفي سوريا، بل إن التنظيم نفسه هو نتاج أوضاع إقليمية معيبة". وأن ثمة هناك "دول مفلسة و نظم فاسدة وديكتاتوريات من جميع الأصناف إضافة إلى سيادة نزاع أساسي بين الشيعة والسنة تتزعمه إيران والسعودية". وترى الباييس أن "بلوغ إسراتيجية فاعلية لدحر "داعش"، يتطلب قبول حقيقة مفادها أنه مثلما هو مهم الاحتواء العسكري مهم أيضا مكافحة الشروط التي أنتجت التنظيم". وتحذر الصحيفة من أن الوضع الراهن ربما لا يسمح للتحالف الذى تقوده أمريكا من تحقيق أهدافه بالصورة التى ترجهوها إدارة أوباما مشددة على أن "مسلمات اوباما ضعيفة أمام الواقع القائم"، منوهة إلى أنه "قد تمر أعوام قبل أن يصبح الجيش العراقي بالشروط التي تسمح له بمواجهة تقدم الجهاديين وقبل أن تتوقف بعض القبائل العراقية عن دعم تقدم جهاديي داعش، إضافة إلى إن 5000 من المتمردين المعتدلين في سوريا الذين تسلحهم واشنطن من المستبعد أن يشكلوا تهديدا حقيقيا لداعش". وتلتف الصحيفة إلى أن ثمة أمرا فادحا هو اقتناع بشار الأسد أن ما تقوم به الإدارة الأمريكية إنما يدعمه بشكل مباشر على الرغم من التذكير الأمريكى المستمر أن صواريخها لا تدعم الطاغية السوري، لكن راوية دمشق هي أن اوباما في النهاية قد فهم أن الأسد هو "حصن ضد الإرهاب". وتنصح الصحيفة الإسبانية إدارة أوباما بأن " تنشئ تحالفا مستداما وثابتا أبعد من مجرد توفير طائرات مستعارة من شركائها". وتعرض الصحيفة حالتين ترى أنهما تجعلان مسار المواجهة المعقدة، من ذلك أن «تركيا العضو في الحلف الأطلسي يستمر من دون تقديم دعم حاسم منتظر من انقرة»، كما أن «بريطانيا من جهتها وهي الحليف الأكبر لقضايا واشنطن قد وعدت ببضع طائرات تعمل فقط فوق العراق وفقط بعد أن يعرض كاميرون الملف على البرلمان المحلي». وتطرح الصحيفة «السؤال الأهم وهو ما إذا كانت إدارة أوباما تمتلك خطة فاعلة ضد شمولية المتطرفين الإسلاميين؟ وهل هو مستعد للدفع بها قدما" . وتشدد على أن حرب العراق وافغانستان رسخت على نحو قاطع أن القنابل وحدها لا تسعف للقضاء على نزاع متجذر في الطائفية ومتعلق بأطراف خارجية".