تتجه الولاياتالمتحدة وبريطانيا نحو تشكيل تحالف موسع لمواجهة تهديد الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، ففي لقاء عقد قبل قمة الناتو بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حيث ناقشا الوضع في العراق وما تحقق من الغارات الأمريكية على مواقع داعش حيث تم وقف تقدم التنظيم واستعادة سد الموصل وقتل أحد كبار قادة داعش والساعد الأيمن لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. وجاء الاجتماع وسط حديث عن ضربة بريطانية في العراق قريبة مع ان الرئيس أوباما لم يطلب رسميا مشاركة لندن في الغارات. وتبدو المشاركة بعيدة الآن حيث نقلت صحيفة "الغارديان" عن مسؤول في الحكومة قوله "على كل واحد أن لا يشغل محركات مقاتلاته" فالأمر يقوم على التحرك "ببطء حتى يتم إلقاء القبض على القرد". وضمن هذا الكلام استبعد مسؤولون عرض المشاركة على البرلمان يوم الأربعاء المقبل حيث ستتم مناقشة موضوع الشرق الأوسط، حيث أشارت بعض المصادر إلى أن المشاركة في حرب ثانية في العراق مع اقتراب الاستفتاء الذي سيعقد في اسكتلندا حول الاستقلال سيكون عنصرا غير مساعد لعقده خاصة أنه لا تعرف نتائجه. وتم التركيز حتى الآن على بناء جبهة دولية موحدة وتفعيل دور حلف الناتو وتقديم دعم للقوات الكردية، وليس مجرد السلاح بل المساعدة في التدريب وفي عمليات القيادة، حيث يقوم الجنرال سير سايمون مايال، مستشار وزارة الدفاع لشؤون الشرق الأوسط الذي عينه كاميرون مبعوثا خاصا لمنطقة كردستان بتنسيق الجهود البريطانية. ويركز البريطانيون على دعم القوات الكردية وليس القوات العراقية نظرا للطابع الطائفي لهذه القوات ولعدم تشكيل حكومة موسعة تمثل كل الطوائف العراقية حسبما ترغب واشنطن. ويواجه الغرب صعوبة في سوريا حيث يعارض كلا من داعش ونظام بشار الأسد. ولم تكن المعارضة السورية المعتدلة- بقادرة على مواجهة داعش رغم أنها أجبرته على الخروج من عدد من البلدات والقرى بداية هذا العام، لكن قلة الذخيرة والسلاح تظل عاملا في توقف الحملة ضد الجهاديين. ولهذا يبقى النظام السوري والقوى المتحالفة معه هي أقوى منافس لداعش؛ فالجيش السوري الذي يواجه معارك على أكثر من جبهة تلقى دعما من الجماعات الشيعية العراقية التي جاءت لسوريا تحت ذريعة الدفاع عن المزارات الشيعية، كما واستطاع النظام بدعم من حزب الله اللبناني استعادة مناطق استراتيجية قرب دمشق وفي منطقة القلمون، ودعمت إيران إنشاء قوات الدفاع الشعبي التي تسند الجيش، ولا تختلف قوات الأسد في تصرفاتها عن الميليشيات الشيعية وداعش، ففي 2 سبتمبر قام شبيحة النظام بحز رقاب 13 سنيا قرب مدينة حماة. ورغم استبعاد كاميرون والأمريكيين التعاون مع الأسد في أية حملة لضرب قوات داعش في داخل سوريا إلا أن أي هجوم عليه سيصب في صالح إيران والجماعات الشيعية مما يعني تعميق حس الضحية لدى السنة الذي يتغذى منه داعش. وسيتعمق هنا حالة تعاون الغرب مع نظام الأسد وهو ما لن يحصل على ما يبدو رغم دعوات في الأوساط البريطانية والأمريكية للتعاون معه، فحسب مالكوم ريفكند، وزير الخارجية البريطاني السابق "أحيانا تضطر للتعاون مع شخص سيء كي تتخلص من آخر أسوأ" أو كما قال مسؤول أمريكي "عدو عدوي هو صديقي". وفي هذا السياق يرى إيان بلاك محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "الغارديان" أن آمال الأسد في التحالف مع الغرب في "الحرب على الإرهاب" تبددت.