المجلس الاسلامي ينظم ملتقى دوليا حول الحراڤة في مارس أفتى الدكتور بوعمران أمس بعدم جواز تحويل أموال الزكاة إلى الاستثمار والقروض دون الفائدة مثلما تتبناه وزارة الشؤون الدينية منذ سنتين، وقال أن الزكاة ورد فيها نص قرآني لا يجوز فيه الاجتهاد، وأن الوزارة طبقت اجتهادها دون أن تستشيرنا كمجلس إسلامي أعلى له صلاحية الإفتاء. وأضاف الدكتور في نزوله ضيفا على حصة "تحوّلات" بالقناة الإذاعية الأولى أنّ الزكاة للفقراء والمساكين، والوزارة اجتهدت مع النص القرآني في حين أن القاعدة الأصولية تقول "لا اجتهاد مع النص"، وأنه سبق وان تنبه للأمر إمام من طولقة بولاية بسكرة، لكننا لم ندرس الأمر جماعة ومن ثمة أمكن للوزارة المضي في تطبيق مشروع القروض دون فائدة لصالح الشباب البطال من أموال الزكاة. كما حمّل الدكتور وزارة الشؤون الدينية مسؤولية الأخطاء الواردة في نسخ القرآن المترجم إلى الأمازيغية نظرا لوجود لجان مهمتها مراجعة كل النصوص المترجمة، مؤكدا أن الظاهرة طالت حتى النسخ العربية في سنوات سابقة ولم تنتبه إليها الوزارة. وقال ضيف القناة الأولى أن دار الإفتاء مؤسسة ستتدخل في صلاحيات وزارة الشؤون الدينية من جهة وصلاحيات المجلس الإسلامي الأعلى من جهة أخرى وهذا غير معقول، لذا يجب ضبط الأمور قبل تجسيد المشروع لتفادي الخلل لاحقا. وأكد نفس المتحدث أن الدار يجب أن تدخل تحت وصاية الوزارة، لأن عملها متعلق بالمساجد والوزارة هي الوصية عليها لتفادي أن تتحول هذه الدار إلى سلطة موازية تتنافس مع الوزارة مستقبلا ويمكن أن تتسبب في الفتنة بما أن عملها متعلق بالإفتاء في الأمور المستحدثة. وأضاف بوعمران أنه يجب التأني في اختيار المفتين للعمل بهذه الدار وعلى الحكومة أن تختارهم وفق الشروط التي يضعها المجلس والتي لا تخرج عن الكفاءة، الأخلاق والتمسك بالمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية التي ينتمي إليها الشعب الجزائري. وكشف ذات المتحدث أن المجلس الإسلامي الأعلى طلب من خبراء بالجزائر وخارجها أن يقدموا دراسات تساعد على اجتثاث الظواهر الخطيرة والحديثة التي تفتك بالشباب الجزائري من هجرة غير شرعية وانتحار وغيرها، وقد تم من أجل ذلك وضع ورشات طبية، اجتماعية، إسلامية وأخرى في علم الاجتماع ستبرز عملها مع انطلاق المؤتمر في 24 مارس القادم إلى 26 منه. وأرجع نفس المتحدث أسباب الانحرافات التي تقع في المساجد والتي أبطالها أئمة من اختلاسات لصناديق الزكاة وحوادث اغتصاب إلى ضعف التكوين الذي تلقاه أولئك الأئمة وكذا لسوء اختيارهم من الجهات المعنية. وأضاف بشأن تحويل مبالغ الزكاة إلى الاستثمار أنها لا تجوز، لأن النص واضح في القرآن الكريم. وذكر الدكتور بوعمران أن المجلس منشغل هذه الأيام بالدفاع عن الشيخ عبد الرحمن شيبان الذي شن عليه أحد الصحفيين الجزائريين حملة شرسة من كندا تقدح في أعماله وأخلاقه. دلولة حديدان