"غلام الله ليس مفتيا ومشاكله مع الحج كبيرة" شنّ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، الشيخ بوعمران، هجوما مضادا على وزير الشؤون الدينية، عبد الله غلام الله، قال فيه "إذا كان يقول بأني لست مفتيا، فهذا أمر صحيح وأنا أُقرّ به، ولكنه هو أيضا ليس مفتيا ولا يحقّ له الإفتاء في أمور حسم فيها القرآن". وواصل بوعمران: "أنا لم أفت بعدم جواز استثمار أموال الزكاة، وإنّما لديّ لجنة في المجلس الإسلامي الأعلى فيها فقهاء مؤهلون هم الذين أفتوا بحرمان استثمار أموال الزكاة، أما غلام الله فلديه لُجينات تظهر مرّة وتنطفئ مرات أخرى". وخاطب المتحدّث الوزير قائلا "أدعوه إلى أن يراجع نفسه ويعود إلى نصّ آية الزكاة". بدا بوعمران الشيخ، خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس، بمقر المجلس الإسلامي الأعلى، صارما في الردّ على غلام الله، حيث قال بخصوص فتوى المجلس في صندوق الزكاة بأن المجلس الإسلامي الأعلى استمع إلى ما قاله شيخ الزاوية العثمانية في طولقة ببسكرة، وهو الشيخ عبد القادر عثماني بخصوص أموال الزكاة، ونوقش الأمر داخل لجنة مختصّة في المجلس وأجمع فقهاء المجلس على أنه لا يجوز إنفاق أموال الزكاة في أي وجه غير الوجوه التي حدّدتها الآية 60 من سورة التوبة وأولهم الفقراء والمساكين. وأضاف الشيخ "أما إذا أرادت الوزارة أن تستثمر فلديها أوقافها ولها كل الحق في التصرّف فيها"، ولم يتردّد في إطلاق رصاصة الرحمة على صندوق الزكاة عندما قال: "لقد ثبت أن الشعب لا يثق في هذا الصندوق، لأنه مقتنع بالآية الكريمة.. وأنا أقول بأنّه لا واسطة بين المُزكي والفقير، فالجزائري ظل دائما يعطي زكاته لأقاربه الفقراء أو للفقراء الذين يعرفهم ولم يعتمد على واسطة أبدا". ثم أضاف: "يجب أن يتقدّم للفتوى أهلها من الفقهاء والراسخين في العلم فقط"، في إشارة غير مباشرة إلى اجتهاد وزارة الشؤون الدينية في استثمار أموال الزكاة، وختم قائلا "إنه لا اجتهاد مع نصّ مهما كنت صحفيا أو مديرا أو غير ذلك.. وإذا تكلّم القرآن فعلى الجميع أن يصمت ويطيع". جبهة أخرى من جبهات غلام الله، قصفها بوعمران، وهي جبهة الحجّ، حيث قال متحاشيا ذكر الوزير بالاسم: "نعلم بأنّ لديه مشاكل كبيرة مع الحج والحجّاج والجميع على علم بذلك. ولدينا هنا حاج من المجلس الإسلامي الأعلى حجّ هذه السنة مع الوزارة وهو مستعدّ لأن يتكلّم عن المشاكل التي حدثت بكلّ صراحة". جبهة أخرى في قطاع غلام الله، فتح بوعمران الشيخ النار عليها وهي الأئمة، حيث قال بأنّ الأئمّة يفتقدون إلى منهجيّة عمل في المساجد، وبرّر كلامه بالقول "لقد أشرفنا على تكوين أئمّة بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية منذ مدّة، وأعطيناهم منهجية عمل، والملاحظة التي سجّلناها أننا لم نجد لديهم أية منهجية.. إنها مفقودة عندهم". وأوضح بوعمران بأنّه لا يتدخّل في عمل الوزارة ولا في تسيير المساجد أو أي قطاع من قطاعاتها، لكنّه أكد بأنه كهيئة علمية وفكريّة ملزم بأن يقول رأيه فيما يراه غير مناسب أو متعارض مع العلم ومع منطق الأشياء. وكذّب بوعمران ما جاء على لسانه، في بعض الصحف، بشأن استفادة إرهابيين من أموال صندوق الزكاة وقال: بأن "الباحثين عن السبق الصحفي هم الذين قالوا هذا الكلام على لساني، وأنا لم أقله ولدي التسجيل الصوتي الذي يثبت ما أقوله الآن". وأضاف بأنه أرسل لغلام الله نسخة من التسجيل ورسالة أكّد له فيها متانة العلاقات بين المجلس والوزارة. من ناحية أخرى، فتح بوعمران قوسا ليتحدّث عن منصب مفتي الجمهورية الذي كثر الحديث بشأنه وقال بأنّ للمجلس شروطا حول المفتي، وهو أن تكون لديه وصاية يعمل تحت سلطتها وأن يكون رجلا غزير العلم، واسع الصدر، متفتّحا على العالم كلّه، وكشف المتحدّث بأنّ هناك أسماء عديدة تطرق باب رئاسة الجمهورية ووزارة الشؤون الدينية لتظفر بمنصب المفتي، وقال بأن المجلس سيُسرّ للرئيس بوتفليقة بالشخص الذي يراه مناسبا لتزعّم الفتوى في الجزائر إذا طلب الرئيس ذلك. م.هدنه