كشف مذيع ومقدم البرامج في قناة الجزيرة المصري أحمد منصور، الثلاثاء، أن سلطات بلاده قامت بمصادرة كافة ممتلكاته ووضعت يدها على أرزاقه مؤخرا و"كل ما كسبه من حلال بعد 30 سنة من الغربة"، في إطار الحملة التي تقودها ضده وهي تسعى من خلال ذلك الى استهداف شبكة "الجزيرة" التي قال عنها إنها عرّت سلطات الانقلاب وكشفت عيوبها وتجاوزاتها على حد وصفه. وعقدت شبكة "الجزيرة" في مقرها الرئيس في العاصمة القطرية الدوحة مؤتمرا صحافيا للحديث عن المضايقات التي تتعرض لها في مصر وللمطالبة بإطلاق سراح صحافيها المسجونين منذ أشهر، ولإبراز ما سمته الحملة التي تقودها ضدها جماعات عدة لوأد الحقيقة وتجاوز خبايا التي ترتكب. وقال منصور في حديثه عن الحكم الذي صدر في حقه بالسجن 15 سنة في تهمة اعتبرها باطلة وهي تعذيب محام في ميدان رابعة. ونفى مقدم برنامج بلا حدود أن يكون موجودا هناك بتاتا باستثناء ثورة يناير التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك. وشدد منصور على أنه لم يكن موجودا بتاتا في رابعة خلافا لتلك الفترة، وهو ينفي بذلك الفيديوهات التي تداولها نشطاء عن اعتلائه منصة رابعة العدوية بعد ثورة 30 يناير التي أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسي. واعتبر مقدم برنامج "شاهد على العصر" أن الحكم الصادر ضده وحتى مئات القضايا التي وجهت له تهم فيها استغرب منها، وأن ذلك كله عقاب لعمله. وقال الاتهامات تأتي بسبب الضغوط التي يواجهها من يختلق تهما لأجل أن يغتال الإعلام الحر. وشدد أحمد منصور أنه لن يتراجع عن مواقفه ولا عن حريته ولا عن دوره في كشف ما وصفها تجاوزات الانقلابيين عبر برامجه المختلفة ولن يتنازل عن قول الحقيقة. وتحدث في المؤتمر الصحافي الذي حضره مسؤولو وقيادات الجزيرة الدكتور مصطفى سواق مدير عام الشبكة بالوكالة، والذي اعتبر أن الحملة الموجهة ضد مؤسسته تعبر عن اتجاه لدى السلطات المصرية لقمع الاعلام الحر. وقال سواق إن هناك مجموعة من القضايا التي رفعت ضد موظفي الشبكة، وان هناك صحافيين مسجونين بسبب عملهم في المحطة وحكم عليهم بسبع سنوات سجنا بتهم هم أبرياء منها. وكشف عن استئناف الشبكة في الأحكام الصادرة في حق صحافيي قناة الجزيرة الإنكليزية، وسجلت القضية مطلع السنة المقبلة، وتمنى أن يكون ذلك التاريخ موعدا للقضاء المصري ليكون نزيها ويسقط تلك الأحكام التي وصفها بالباطلة. وشدد مدير عام الشبكة بالوكالة على أن الجزيرة تطالب بإطلاق صحافييها كافة من دون شرط أو قيد ووقف الحملة المصرية الموجهة ضدها، والتي قال إنها تقوم على مجموعة أكاذيب وافتراءات لتبرير قمعها. وقال الدكتور سواق إن الجزيرة تقوم بدورها وتؤدي عملها المهني بكل احترافية وفي شفافية تامة وهي لا تتجاوز أية ضوابط محددة غير ميثاق شرف المهنة. وكشف المسؤول أن "الجزيرة" على عكس ما تدعيه السلطات المصرية من عملها من دون ترخيص لديها وثيقة تؤكد أن لديها اعتمادا حتى نهاية سنة 2015 وبالتالي لم تخالف القانون ولم تتجاوزه. وكان أحمد منصور يتحدث لأول مرة لتوضيح القضايا المتعلقة به منذ توجيه الاتهامات إليه. وتقول السلطات المصرية في بياناتها إن مقدم برنامج بلا حدود يتبع تنظيم الاخوان المسلمين الذي تحظره وتعتبره أحد قياداته وأنه محسوب عليهم. وهي التهم التي يرفضها المذيع الذي يؤكد أنه يؤدي واجبه المهني بكل شفافية من دون أي ميل لطرف ما ويلتزم بالحياد المطلوب. ويعد أحمد منصور، مذيعا مصريا ويعمل في قناة الجزيرة القطرية، ويقدم برنامجي بلا حدود وشاهد على العصر، وهو مدير تحرير سابق لمجلة المجتمع الكويتية، وصدر له 16 كتابا منها تحت وابل النيران في أفغانستان، تحت وابل النيران في سراييفو، النفوذ اليهودي في الإدارة الامريكية، قصة سقوط بغداد وغيرها. وقام بتحويل برنامج شاهد على العصر إلى كتاب مقروء، حيث أعد سلسلة "كتاب الجزيرة" عن الذين شاركوا في برنامج شاهد على العصر وصدر منها كتاب جيهان السادات.. شاهد على عصر السادات والشيخ أحمد ياسين.. شاهد على عصر الانتفاضة وغيرها.