للمرة "ن" تستقبل الجزائر مسؤولين كبار في نظام الانقلاب في مصر، وللمرة "ن" يستقبل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مبعوثين من رئيس الانقلاب الدموي في مصر.. فكيف لبوتفليقة الذي أخمد نار الفتنة وأسس لمرحلة جديدة في حياة الجزائريين لمحو آثار الانقلاب والاستئصال والاقتتال، يرضى لنفسه أن يمد يده ليصافح هؤلاء الانقلابيين الملطخة أيديهم بدماء المصريين !.. إن الديبلوماسية الجزائرية تخبط خبط عشواء.. وإلا كيف لجزائر الحوار والمصالحة تعمل بمنطق الاستئصال، وترى في النظام الانقلابي المصري شريكا سياسيا تتعامل معه وتفرش لمسؤوليه "البساط" الأحمر وتستقبلهم في مؤسساتها الوطنية وهيئاتها الدستورية.. وهي تسعى في ليبيا ومالي سعيا حثيثا إلى تغليب لغة الحوار والحل السياسي السلمي دفعا لمخاطر الانقلاب والاقتتال ودرءا لأسباب الفتنة.. إن للديبلوماسية حدود، وطرق أخرى للتعامل.. تفرض على القائمين عليها تصحيح أنفسهم وإعادة ترتيب أوراقهم لضمان الانتشار الجيد للتحرك الجزائري دوليا بما يضمن الانسجام بين النظرية والتطبيق وتتويج المساعي.. فبالإضافة لاستيلاء هؤلاء - "المنبوذين شعبيا" - على الحكم في مصر بالانقلاب، وبالإضافة إلى اتهامهم من قبل المصريين وكثير من المنظمات الإنسانية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فإنهم يعملون ضد توجهات الجزائر الدولية ومساعيها في المنطقة سواء في ليبيا وفلسطين وغيرهما..