عبّر الاتحاد الأوروبي عن أمله في أن تدعم كل من الجزائر ومصر مساعي الأممالمتحدة، الرامية إلى إيجاد حل ينهي الاقتتال الدائر في ليبيا، الذي بات يهدد استقرار دول شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء. وقال جيمس موران، الذي يشغل منصب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بمصر إن: "أفضل حل للجميع هو دعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، لحل الأزمة الليبية، فالوضع هناك صعب ومعقد ونحتاج إلى الأممالمتحدة أن تتصدر المشهد من أجل حل الأزمة، ونحن نتمنى في أوروبا، أن تقوم مصر والجزائر بدعم جهود الأممالمتحدة". وأكد موران، أن الأزمة الليبية تؤثر على الوضع في الاتحاد الأوروبي، بسبب ما يتولد عن ذلك من استمرار تدفق المهاجرين غير الشرعيين على الضفة الشمالية للبحر المتوسط، هربا من الحرب، وقال: "لدينا حدود مائية مع ليبيا، وهذا يزيد من وتيرة الهجرة غير الشرعية في حال استمر الوضع على ما هو عليه في هذا البلد". ولم يشر المسؤول الأوروبي إلى أوجه الدعم التي تنتظرها بروكسل من الجارتين الغربية والشرقية لليبيا، لكنه كان يشير إلى جهود الأممالمتحدة، التي عقدت أول اجتماع لها حول ليبيا، مطلع الشهر المنصرم، بمدينة غدامس الليبية، بالقرب من الحدود الجنوبية الشرقية للجزائر، ولم تشارك فيه أبرز الأطراف الفاعلة في الأزمة الليبية، وفي مقدمتها القوى السياسية والعسكرية التي تسيطر على أغلب التراب الليبي، وتسيطر على العاصمة طرابلس، الذي أبقى مقرراته حبرا على ورق. ويرى متابعون أن الاتحاد الأوروبي يأمل في أن توظف الجزائر علاقتها المستقرة مع القوى الليبية المسيطرة على العاصمة طرابلس وبعض الأوساط المعتدلة في الغرب الليبي، في صورة عبد اللطيف بلحاج وبعض النواب المقاطعين لبرلمان طبرق، من أجل التعاطي الإيجابي مع المبادرة الأممية التي يبدو أنها توقفت منذ "لقاء غدامس". وفي السياق ذاته، دعا الاتحاد الأوروبي مصر إلى وقف إرسال جنود مصريين للقتال في ليبيا، وهو أمر سبق للسلطات المصرية وأن نفته، ونقلت "العربي الجديد" عن دبلوماسي غربي قوله إن "النظام المصري يدعم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، بقوات بشرية من القوات المسلحة المصرية، بالإضافة إلى السماح لسلاح الجو الإماراتي باستخدام القواعد الجوية العسكرية في المنطقة الغربية العسكرية المصرية، لتوجيه ضربات لقوات فجر ليبيا". وذكر المصدر ذاته، أن جهات دولية، لم يسمّها، طالبت الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتوقف عن تقديم دعم بشري ل"حفتر"، وتجلى ذلك من خلال "قيام طائرات مصرية، بإجلاء جنود مصريين وجنود ليبيين مصابين جرّاء الاشتباكات الأخيرة بين قوات حفتر من جهة، وقوات فجر ليبيا من جهة ثانية، إلى مستشفيات عسكرية بالقاهرة في سرية تامة".
وبحسب المصادر، فإن ما يقصده المسؤول الأوروبي، هو دعوة السلطات المصرية إلى عدم المساهمة في تعفين الوضع في ليبيا، من خلال دعم طرف على حساب آخر، الأمر الذي من شأنه أن يعرقل أي دور قد يوكل للطرف المصري في الأزمة الليبية لاحقا.