لايزال الغموض يكتنف وفاة الشرطي بن صفرار مروان "38 سنة" من البليدة والذي فارق الحياة الثلاثاء المنصرم متأثرا بإصابة بليغة على مستوى الرأس إثر تعرضه لطلق من سلاحه الفردي، تاركا ورائه ثلاثة أطفال بينهم رضيعة تبلغ ثمانية أشهر. عائلته التي لاتزال تحت هول الصدمة، قالت في لقاء مع الشروق أنها تستبعد تماما فرضية الانتحار، خصوصا وانه لا يعاني أية مشاكل أو ضغوطات حادة، كما نفت ما تردد من كونه يعاني من تراكم ديون قد قادته إلى وضع حد لحياته. وكان الشرطي قد عثر عليه بتاريخ 28 أكتوبر المنصرم غارقا في بركة من الدماء في غرفة "الأطفال" على مستوى منزله بحي 1400 مسكن بأولاد يعيش ليتم نقله على جناح السرعة نحو مستشفى فرانس فانون الجامعي، غير أن خطورة الإصابة عجلت بوفاته، وتفيد معلومات من محيطه الأسري أن عون الأمن تغيب عن عمله يوم الواقعة، أين اصطحب ابنه البالغ "5 سنوات" الذي أصيب بوعكة صحية إلى الطبيب، كما أوصل طفلته "08 سنوات" صباحا إلى المدرسة ومن بعدها عاود الالتحاق ببيته العائلي. وحسب رواية شقيقه للشروق فإن "مروان" كان قد ضرب موعدا لصديقه ليلاقيه بعد الظهر بمحكمة البليدة لاستخراج وثيقة، وكذا اتصل بابن عمه الذي كان مزمعا أن يلتقه مساء بنادي الانترنت، حسب تصريحات هذين الأخيرين، ليتفاجأ الجميع بنبأ وفاته إثر اصابته بطلق ناري عند منتصف النهار، وتقول المعطيات أن فرضية الانتحار غير واردة، مرجحة ان تكون الرصاصة القاتلة قد انفلتت بغير قصد لتصيبه، وأوضح "أخوه" أن الضحية أشول "يستعمل يده اليسرى في أداء اعماله وكذا في استخدام سلاحه الناري"، غير ان المقذوفة التي عثر عليها بمسرح الحادث تبين من خلال كشف الطب الشرعي أنها اخترقت الجبهة من الجهة اليمني وخرجت من مؤخرة الرأس، وكشف أن الشرطي المتوفى كان قد توجه نحو حقل الرماية قبل الحادث، ما يطرح احتمالا بأن يكون قد نسي سلاحه مزودا بطلقة في بيت النار وضغط على زناد المسدس عن طريق الخطأ لتنطلق منه رصاصة طائشة أودت بحياته، وشكلت وفاة الشرطي "مروان بن صفرار" انهيارا لأبويه واشقائه، وذكر والده "عبد الكريم" أنهم اجتمعوا يوما قبل الواقعة بمنزل ابنه وتناولوا وجبة العشاء سويا ولم يلحظوا عليه أي تغير في السلوك.
واستطرد أن المتوفى لم يكن منعزلا أو منطويا على نفسه وعرف عنه الهدوء والرصانة وتفانيه في العمل منذ التحاقه بالإدارة العامة على مستوى مديرية الأمن الولائي بالبليدة. للإشارة فإن العيار الناري حُجز ونُقل للمعمل الجنائي ليحدد مسافة إلاطلاق وكيفية تصويبها، في انتظار ما ستكشف عنه تقارير الخبرة المجراة على جثة الضحية والبصمات المرفوعة والتحقيقات التي باشرتها مصالح الأمن حول ملابسات الوفاة التي وُصفت ب"الغامضة".