انتابت الأمهات حالة من الذعر والقلق بعد اكتشافهن وجود"القمل" في رؤوس أطفالهن، المنخرطين في دور الحضانة والمدارس، والجديد هذا العام حسب الأطباء هو "انتشار" القمل وسط التلاميذ بشكل سريع ومخيف، وهي حشرة سريعة العدوى والانتقال بين الأشخاص عن طريق لمس الشعر أو المشط، وتجعل المصاب يشعر بحكة شديدة، ولكونها ترتبط بقلة النظافة، حيث وجدت العديد من الأمهات أنفسهن عاجزات ومحرجات من التقدم للصيدليات واقتناء الشامبو المناسب مكتفيات بالطرق والوصفات التقليدية. يرتبط"القمل" في الذهنية الجزائرية بقلة النظافة وعدم تمشيط الشعر، مع أن انتقاله قد يكون بمجرد الجلوس أو الاقتراب من الشخص المصاب، لذا ارتأت بعض الأمهات اللواتي خجلن من الاقتراب من الصيدليات لشراء الشامبو المضاد للقمل واعتبرنه حرجا ودليلا على إهمالهن لفلذات أكبادهن، بالرغم من أن سعره لا يتجاوز 300 دج، وهو فعال على حسب رأي الصيادلة إلا أنه يجب استعماله بصفة مستمرة وتسريح الشعر بمشط خاص، لذا قررن الرجوع إلى الطرق الشعبية كرش مضاد الحشرات "الفليتوكس" على شعر المصاب، "السيشوار"، استعمال زيت الزيتون والزعتر، العسل والخل وغيرها من الخلطات التقليدية، كما تلجأ بعض الأمهات لهذه الطرق لعجزهن اقتناء الأدوية من الصيدليات، وفي هذا الإطار أفاد البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى الحراش، أن مشكلة القمل تتكرر كل بداية موسم دراسي ويكثر في المناطق التي تكثر فيها القاذورات والأوساخ وسريع الانتقال من طفل إلى آخر، لذا يتوجب على وزارة التربية وضع خطط وقائية وإلزام الأساتذة بضرورة إجراء حصص للتربية الصحية، مع فحص التلاميذ من قبل طبيب المدرسة والحرص على غسل اليدين وعدم استخدام أغراض المصاب، ودعا البروفيسور خياطي للابتعاد عن بعض الأعشاب التي قد تثبت نجاعتها إلا أن لها مخاطر صحية.
ومن جهته أوضح بن زينة علي، رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، أن ظاهرة القمل تعرف انتشارا كبيرا هذه السنة على مستوى المدارس الوطنية والسبب هو غياب النظافة فيها، حيث دورات المياه والمراحيض في وضعية كارثية والطاولات المدرسية لا يتم تعقيمها، مما جعلها بؤرة لتجمع الجراثيم والميكروبات، وطالب بن زينة وزارة الصحة بالتدخل العاجل لإنقاذ التلاميذ من المرض الذي يجتاح رؤوسهم، مع مراقبة وحدات الكشف والمتابعة الصحية التابعة للمؤسسات التربوية، نظرا لتقاعسهم في الكشف عن الأمراض المدرسية وبالأخص المعدية.