لم يعد يفصلنا عن وباء فيروس إيبولا، إلا بضع كيلومترات، وربما بضعة أيام، لا شيء يوحي أن الخوف من هذا القاتل الصامت، قد بلغ الحناجر، فإذا كان السويديون والدانماركيون وحتى سكان القطب الجنوبي المتجمد قد أخذوا احتياطاتهم في مختلف المطارات والموانئ ومحتشدات المهاجرين، فكيف هو الحال عندنا، خاصة في جنوب مفتوح على مصراعيه، على كل الوافدين من شرق إفريقيا وأيضا من غربها، لم يتعد الوضع عندنا أكثر من أيام دراسية وندوات تحسيسية في الوقت الذي لا ينتظر هذا الفيروس سوى فرصة صغيرة لأجل أن يدخل، ليبيد من دون رحمة.. آخر المآسي حدثت في مالي عندما تمكن الفيروس من ممرضة محصنة فهلكت، وقرعت أكبر جرس على مستوى حدودنا الجنوبية، موت مالية من المفروض أن يحيي الهمم لأجل أن يعيش الجزائريون في منآى عن هذا الفيروس الذي أباد قرى عن آخرها في سيراليون وغيرها من بلاد غرب إفريقيا. كشف، البروفيسور عبد المجيد لشهب، رئيس مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي بسطيف، أن الجزائر ليست في منآى عن أمراض إيبولا وكورونا، إذا لم يتم اتخاذ كل الاحتياطات الضرورية واللازمة لمنع انتقاله. أكد لشهب في مداخلته خلال أشغال اليوم الدراسي التكويني حول الأمراض حديثة الظهور، الذي احتضنته المؤسسة الإستشفائية المتخصصة في إعادة التأهيل الوظيفي والحركي براس الماء في سطيف، أن اكتشاف حالتين مؤكدتين لهذا الوباء القاتل في دولة مالي الحدودية يعتبر بمثابة تهديد لانتقال الفيروس إلى الجزائر، خاصة في ظل نزوح عدد كبير من اللاجئين الماليين وتسلل الأفارقة بطرق غير شرعية عبر الحدود إلى الجنوبالجزائري وانتقالهم إلى العديد من ولايات الجزائر دون مراقبة. من جهتها البروفيسور أويحيى آمال، تطرقت بإسهاب إلى طرق انتقال هذا الفيروس الخطير جدا من الحيوان إلى الإنسان عن طريق الإفرازات البيولوجية كالعرق واللعاب وغيرهما، مشيرة أن خطورة هذا الفيروس تكمن بالدرجة الأولى في سرعة انتشاره وتكاثره في الدم وتسببه للمصاب بحمى معدية وأعراض أخرى مشابهة لحالات الأنفلونزا كالصداع والغثيان، ثم الوفاة بنسبة 90 بالمائة، وأكدت على خطورته بعد أن قدمت في مداخلتها الطرق الكفيلة بالوقاية منه، وكيف يمكن للطبيب المعالج أن يتعرف على أعراض هذا المرض من أجل الإعلان عن أي حالة مشتبه فيها. المناسبة كانت فرصة للأخصائيين لتقديم إحصائيات حول هذا المرض الخطير منذ تفشيه أول مرة بغرب إفريقيا إلى غاية نهاية شهر أكتوبر المنقضي، والتي بلغت 13567 حالة مؤكدة ب5 دول إفريقية على غرار غينيا ونيجيريا والسنغال خلفت 4951 حالة وفاة، أرقام جعلت المحاضرين يدقون ناقوس الخطر، ملحين على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة في أسرع الآجال، للحد من إمكانية انتقال فيروس إيبولا إلى الجزائر في ظل وصول الوباء إلى مالي المجاورة.
وضعت النازحين الأفارقة تحت المراقبة الأمنية والصّحية الشرطة تستنفر وحداتها لمواجهة "إلإيبولا" استنفرت مديرية أمن ولاية بشار هذه الأيام، وحداتها، لوضع المهاجرين والنازحين الأفارقة إلى تراب الولاية، تحت المراقبة الأمنية والطبية كإجراء احترازي لمواجهة أي دخول محتمل لوباء "إيبولا" القاتل، لاسيما بعد تسجيل حالات إصابة ووفيات في بعض دول الساحل الإفريقي على غرار دولة مالي التي تربطها بالجزائر حدود مشتركة من الجهة الجنوبية الغربية. علمت "الشروق" من مصادر مؤكّدة، أن مخططا أمنيا وقائيا تم تسطيره لهذا الغرض بإخضاع النازحين والمهاجرين الأفارقة الشرعيين وغير الشرعيين المتواجدين عبر تراب الولاية إلى تحاليل وفحوصات طبية دقيقة، على اعتبار أن معظم هؤلاء، لاسيما الحاملين لجنسيات مالية ونيجيرية وهم الجنسيات الإفريقية الأكثر تواجدا بالولاية، قد يحملون معهم بعض الأمراض على غرار "الملاريا" و"السيدا"، والتي يطلق عليها أمراض الفقر والمجاعة التي ينقلونها من بلدانهم التي تعيش تحت رحمة الحروب الأهلية والمجاعات. ويشمل مخطط الوقاية أيضا التصدي للجرائم، التي قد يرتكبها هؤلاء كالنصب والاحتيال والشعوذة والتزوير واستهلاك المخدرات وترويجها عن طريق تسجيل هؤلاء الأفارقة لدى جميع مراكز الشرطة والدرك الوطني ومعرفة أماكن عملهم كورشات البناء والفلاحة، إلى جانب تحديد أماكن إقامتهم وعدد أفراد كل عائلة. وكانت وزارة الصحة قد أعلنت عن حالات طوارئ في كل المستشفيات، حيث وضعت خلية للمتابعة لأجل الإبلاغ عن تسجيل أية حالة قد يشتبه في إصابتها بالوباء مع وضع وتجهيز جناح خاص ومعزول في كل مستشفيات الوطن تحسبا لأي حالة طارئة، كما تعمل المصالح الصحية بالولاية مع أجهزة الأمن في الوقوف على مراقبة أي إفريقي يتم إحضاره إلى المستشفى حتى ولو كان لفحص روتيني. وجاءت تحركات مصالح الأمن بتسطير هذا البرنامج الوقائي الأمني، بعد ما قام أعيان وممثلو المجتمع المدني في عاصمة الولاية بدق ناقوس الخطر، إثر تسجيل عدة حالات إصابة بوباء إيبولا القاتل في العديد من الدول الإفريقية المجاورة، والإعلان عن عشرات الوفيات بسبب الفيروس في عدد من دول الساحل الإفريقي المجاورة لتراب الولاية، والتي أضحت تعيش حروبا طاحنة مما أجبر العديد من الأفارقة إلى الهجرة نحو دول الجوار. وتبرز المعطيات الميدانية التي رصدتها "الشروق"، أن العديد من الشوارع وأحياء عاصمة الجنوب الغربي بشار، أضحت تعرف غزوا غير مسبوق من طرف المهاجرين الأفارقة من مختلف الأعمار والجنسيات منهم شباب ونساء، وحتى الأطفال جاءوا من عدة دول افريقية كماليوالنيجر والصومال وتشاد وكينيا وإريتيريا وليبيريا وغيرها.
البرنامج سيشمل أيضا أعوان الأمن والحماية المدنية تكوين أطباء بمستشفى وهران لمواجهة "إلإيبولا" و"كورونا" نظم، أول أمس، المركز الاستشفائي الجامعي بحي بلاطو في وهران بمعية جمعية أيادي الشفاء، يوما تحسيسيا وتكوينيا للأطباء لمواجهة فيروسي "كورونا" و"إيبولا" القاتلين، خوفا من تسجيل أي حالة مستقبلا. تلقى 100 طبيب تكوينا حول كيفية التعامل مع المصاب بالمرض المعدي، وطريقة تفادي تنقل العدوى إليه وللغير، بإعتبار، أن الطبيب هو الشخص الأول المعرض للإصابة بفيروس "كورونا" و"إيبولا"، نتيجة التعامل مع المرضى. فإن الأطراف المنظمة قررت التعريف بالعدوى من كل النواحي، للتعامل معها وتجنب الإصابة، إذ يتوجب على الطبيب ارتداء لباس خاص كبدلة واقية تغطي كامل جسمه أثناء معالجة المصابين، قبل عزل المريض في غرفة خاصة. وأكد، مسؤول الإعلام على مستوى المستشفى الجامعي، أن هناك برامج مستقبلية مماثلة للتحسيس والتكوين ضد هذه الأوبئة الخطيرة، خاصة لمختلف عناصر القوة العمومية والحماية المدنية، لأجل تعليمهم كيفية التعامل مع العدوى في حال الاصطدام مع أي حالة. وعن فيروس إيبولا، قال محدثنا أنه لحد كتابة هذه الأسطر، تم تسجيل حالات إصابة بهذا الفيروس تعد على الأصابع على مستوى قارة إفريقيا منها غينيا، ليبيريا، سيراليون، مالي... وتم إحتواءه في العديد منها، دون الجزائر التي لم تسجل أي إصابة، لكن الحيطة فرضت إتخاذ إجراءات وقائية، عن طريق تنظيم أيام تحسيسة لكافة الأطراف المعنية بالفيروس القاتل. فيما يخص وباء "كورونا"، الذي سبق وأن سجل المستشفى الجامعي بوهران، حالتين قادمتين من العمرة قبل شهرين، فقد تم احتواء الوضع في الوقت المناسب والتحكم في سير المعالجة، ومع هذا يبقى داء خطيرا يتنقل عن طريق التنفس. بعد أن تحول تواجدهم في الجزائر إلى ظاهرة تحضيرات ميدانية لترحيل الأفارقة المقيمين بطريقة غير شرعية باشرت خلال الأيام الأخيرة مصالح ولايتي ايليزي وتمنراست، من خلال مديريات الإدارة المحلية التابعة لها، عمليات تحضير تتضمن ترميمات لمركزي العبور المتواجدين بالولايتين والخاصين باستقبال وايواء الرعايا الأجانب المقيمين بطريقة غير شرعية على مستوى الولايتين وكذا تجهيزهما. وحسب مصادر عليمة، فقد تقرر عودة السلطات العمومية قريبا، إلى تفعيل اجراءات الترحيل للرعايا الأفارقة المقيمين بطريقة غير شرعية على مستوى التراب الجزائري وولايات الجنوب على وجه الخصوص، حيث تخص العملية في مرحلة أولى الأفارقة القادمين من النيجر. وكان الإجراء ساريا قبل اكثر من عامين قبل ان تُقدم السلطات العمومية على تعليقه، لأسباب وصفت بالإنسانية تتعلق بالظروف التي تعرفها دول الجوار الإفريقي، وتأتي التحضيرات الجارية، والمفترض ان تخص ايضا وسائل النقل المخصصة للعملية، بعد تفاقم ظاهرة التواجد الكثيف للأفارقة في أغلب ولايات الجنوب، وتسبب ذلك في تقدم موجات من المهاجرين الأفارقة إلى غاية المدن الشمالية، والذين أصبحوا يشكلون مصدر خطر، منذرين بمشاكل اجتماعية وصحية في ظل غياب اطار واضح للتكفل بهؤلاء الرعايا، ما أثار مخاوف من تحول الأعداد الهائلة من الأفارقة المتوجدين على التراب الجزائري، إلى مشكل يستعصي حله لاحقا. وتأتي الإجراءات الجاري اتخاذها على مستوى الولاياتالجنوبية، خاصة ايليزي وتمنراست وأدرار، تبعا لما اعلن عنه وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز، قبل ايام، عن إجراءات اتخذتها الوزارة لتسهيل عودة الرعايا النيجريين المتواجدين في الجزائر إلى بلادهم، وجاء ذلك بعد لقاء جمعه بوزير الداخلية والأمن العمومي والشؤون الدينية النيجري، صودو حاسوني، اين كشف عن "تحضير كل التدابير والإجراءات والشروط لعودة بعض النيجريين المتواجدين بالجزائر بطريقة غير شرعية إلى بلادهم وذلك بطلب من الحكومة النيجرية"، وكانت السنوات الأخيرة قد شهدت تدفق عشرات المهاجرين الأفارقة من دول الساحل نحو الجزائر خصوصا من ماليوالنيجر بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية في هذه البلدان، بينما أفرز هذا الوضع في العديد من الحالات، تورط شبكات معظمها من ماليوالنيجر ودول افريقية اخرى في تزوير جوازات السفر، والعملة، وحتى ترويج المهلوسات، وتأشيرات دخول للتراب الجزائري.