أكّد وزير الصحّة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف أمس بعين فزام (تمنراست) أنه لم يتمّ تسجيل أيّ حالة إصابة بفيروس (إيبولا) في هذه المنطقة ولا في أيّ مكان آخر من التراب الوطني، لتنسف وزارة بوضياف بذلك الإشاعات التي راجت بقوة في الأيّام والساعات الأخيرة بشأن وصول الفيروس القاتل إلى الأراضي الجزائرية. أكّد الوزير بوضياف في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش زيارة العمل والتفقّد التي يقوم بها الوزير الأوّل عبد المالك سلاّل أنه (لم يتمّ تسجيل أيّ حالة إصابة بفيروس إيبولا في هذه المنطقة ولا في أيّ مكان آخر من التراب الوطني مثلما تناقلته بعض الصحف الوطنية). وأضاف بوضياف أنه (تمّ وضع نفس جهاز الوقاية من فيروس إيبولا في شمال وجنوب البلاد). منظّمة أطبّاء بلا حدود تحذّر من انتشار الوباء في وقت سابق، كانت قد حذّرت منظّمة (أطبّاء بلا حدود) من انتشار وباء (إيبولا) القاتل في دول الساحل وشمال إفريقيا، وهو الوباء الذي أخذ يزحف تدريجيا باتجاه الحدود الجنوبية للجزائر بعد تسجيل عدد من الحالات المصابة في مالي التي تفصلها عن الحدود الوطنية مسافة لا تزيد عن 17 كيلومترا. كما أصيب آخرون في موريتانيا، إلى جانب دول أخرى عرفت انتشار الوباء مثل غينيا، الأمر الذي دفع هذه الدول إلى إعلان حالة الاستنفار للقضاء على الوباء الذي بات يهدّد حياة الملايين. وحسب المنظّمة ذاتها فقد لقي ما لا يقلّ عن 90 شخصا مصرعهم متأثّرين بالوباء في الدول الحدودية مع الجزائر، ما جعلها تتوقّع انتشاره بسرعة خلال الأيّام القادمة، مشدّدة على ضرورة اتّخاذ دول المنطقة للإجراءات اللاّزمة لمنع انتشاره. وتعدّ المناطق الجنوبية للوطن الأكثر عرضة لخطر الوباء لأنها الأكثر استقبالا للاّجئين القادمين من الدول الإفريقية هربا من الحروب والفقر، إلى جانب المهاجرين غير الشرعيين والذين يتسلّلون إلى التراب الوطني دون أيّ قيد أو شرط ولا يخضعون لأيّ رقابة طبّية، والذين قدّر عددهم سنة 2013 ب 10 آلاف شخص، ممّا يجعل البلاد في خانة الخطر لا وجود لفيروس إيبولا في الجزائر ومسبّباته غير متوفّرة في أراضينا كانت وزارة الصحّة والسكان وإصلاح المستشفيات قد طمأنت في بيانات مختلفة لها المواطنين بأنه لا خوف على الجزائر من فيروس (إيبولا) الذي انتشر في دول إفريقية كغينيا وسيراليون وليبيريا ونيجيريا، إلاّ أن هذا لا يمنع من اتّخاذ الإجراءات والاحتياطات اللاّزمة لتفادي عدوى هذا الداء الذي يتربّص بالمواطن الجزائري، خاصّة مع توافد اللاّجئين الأفارقة وكذا المسافرين القادمين عبر المطارات أو عبر الحدود البرّية لمنع دخول هذا الوباء، غير أن انعدام رحلات مباشرة بين الجزائر والبلدان المصابة قلّل من نسبة تسجيل حالات إلى غاية اليوم. تعزيزات وقائية في المطارات عرفت مطارات الجزائر تجهيزات كبيرة بكاميرات مراقبة حرارية للكشف عن الأمراض من أجل الكشف عن فيروس (إيبولا)، أين جرّبت هذه التجهيزات لأوّل مرّة على الحجّاج العائدين من البقاع المقدّسة، بالإضافة إلى وضع مطهّرات طبّية عند نزول الحجّاج من الطائرات لتطهير أحذيتهم وملابسهم تفاديا لانتقال أحد الأوبئة القاتلة إلى الجزائر، خصوصا وبائي (إيبولا) و(كورونا)، إلاّ أن هذه الإجراءات اختلفت درجة تطبيقها من مطار إلى آخر، على غرار ما حصل في مطار وهران أين توقّفت كاميرات المراقبة الحرارية عن العمل وتمّ تمرير الحجّاج دون مراقبتهم بالشكل المطلوب. هذا، وكان وزير الصحّة قد صرّح قبل أيّام بأن إجراءات (مشدّدة) اتّخذت على مستوى المعابر الحدودية للتصدّي لفيروسي (إيبولا) و(كورونا) تماشيا مع توصيات المنظّمة العالمية للصحّة المتعلّقة بالتصدّي للفيروسين، حسب الوزير.