يجري الوزير البريطاني المكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا طوبياس الوود ام بي زيارة عمل للجزائر يومي الأربعاء والخميس في إطار "المشاورات السياسية المنتظمة بين الجزائر والمملكة المتحدة". وذكرت وزارة الشؤون الخارجية في بيان لها، الثلاثاء، أن طوبياس الوود سيجري خلال هذه الزيارة محادثات مع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل حول "حالة التعاون الثنائي في إطار الاستحقاقات المسجلة في أجندة اللقاءات بين مسؤولي البلدين، وكذا حول القضايا السياسية الإقليمية ذات الاهتمام المشترك لا سيما تطور الوضع في المغرب العربي ومنطقة الساحل والشرق الأوسط". ومن خلال بيان الخارجية ستتركز المحادثات حول المسائل ذات الاهتمام المشترك بين البلدين خصوصا الاقتصادية منها، إضافة إلى المسائل الأمنية الإقليمية في كل من ليبيا ومالي وتقييم التجربة الانتخابية في تونس إضافة إلى مناقشة الوضع وتبادل وجهات النظر حول الوضع في سوريا والعراق وفلسطين. وانتقلت المبادلات التجارية بين البلدين من 1.6 مليار دولار في 2010 إلى 6.7 مليار دولار في 2013 -أي ارتفاع بنسبة 280 بالمائة- ، وهو يظهر حسبه التقدم الملحوظ في العلاقات الثنائية. وكانت وزارة الشؤون الخارجية البريطانية قد نشرت في سبتمبر الفارط مذكرة إعلامية حول الجزائر موجهة لأوساط الأعمال طمأنت فيها المستثمرين البريطانيين حول مناخ الأعمال في الجزائر. كما كانت الوكالة الفضائية الجزائرية ونظيرتها البريطانية قد وقعتا على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الأنشطة الفضائية المدنية الذي تلاه عقد مع شركة بريطانية متخصصة لإنجاز القمر الصناعي الجزائري الثالث "السات ب1". وفي مجال التعليم العالي تم التوقيع في بريطانيا على مذكرة تعاون لتكوين 500 طالب جزائري لنيل الدكتوراه في اللغة الإنجليزية خلال الخمس سنوات المقبلة، في حين تم قبول عرض شركة بريطانية لإنجاز مركز استشفائي جامعي بطاقة 500 سرير في ولاية تلمسان. وكان مجمع "بيتروفاك" قد تحصل عل عقد بقيمة 970 مليون دولار والذي يعتبر الثاني بعد العقد الذي تحصل عليه في جانفي 2011 بقيمة 2ر1 مليار دولار. وأتم البلدين في سبتمبر الماضي مشروع إبرام مذكرة تفاهم تقضي بإلغاء الازدواج الضريبي بين الجزائروبريطانيا لفائدة المتعاملين الاقتصاديين للبلدين والمنتظر توقيعه قبل نهاية السنة الجارية. وأكدت زهرة دردوري وزيرة البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال، يوم الأحد 23 نوفمبر لدى استقبالها أندرو نوبل سفير بريطانيا وإيرلندا الشمالية بالجزائر بأن الجزائر قد تستعين بالخبرة البريطانية في تطوير التطبيقات التكنولوجية، لخلق مشاريع مشتركة مع بعض المتعاملين في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال كمجمع اتصالات الجزائر ومتعامل الهاتف النقال موبيليس وكذا المؤسسات الناشئة Start Up. وفي نهاية أكتوبر الماضي استقبلت وزارة الدفاع الوطني، وفدا ممثلا لعدد من أهم الشركات البريطانية المتخصصة في صناعة العتاد العسكري، من بينها المجموعة المتخصصة في عتاد الطيران "بي أي سيستم"، حيث قدم الوفد البريطاني عروضا مختصرة حول إمكانية التعاون والشراكة في الجزائر على شاكلة الشركات الألمانية. وفي الوقت الذي عرض البريطانيون معارفهم على نظرائهم الجزائريين، تظل فرنسا متأخرة مقارنة بنظرائها الإنجليز في هذا المجال، وهو ما يفسر ابتعاد الجزائر عن اقتناء تجهيزات فرنسية، مع تحفظ باريس عن الانخراط في المقاربة الجزائرية الجديدة التي تتضمن تصنيعا جزئيا محليا وشراكة مدمجة، لا يجعل من الجزائر سوقا مربحا لشركات بيع العتاد العسكري فحسب.