العنصرية ضد المسلمين ليست بالشيئ الجديد في فرنسا تعرضت أزيد من مائة مقبرة إسلامية في فرنسا - معظمها يعود لجزائريين - إلى التدنيس من طرف أشخاص مجهولين. وقد وضعت على تلك المقابر الواقعة ضمن المقبرة العسكرية بمدينة "لوريت" بشمال فرنسا إشارات عنصرية وكتابات نازية، كما رميت رؤوس خنازير فوق القبور. وذكر مدعي الجمهورية الفرنسية تدنيس 148 قبر لجنود جزائريين وتونسيين حاربوا لتحرير فرنسا اثناء الحرب العالمية الاولى (1918-1914)، مؤكدا أن "الكتابات تستهدف مباشرة الإسلام" ووزيرة العدل رشيدة داتي ذات الجذور المغربية. وكان العديد من الجزائريين قد ساهموا في تحرير المدن الفرنسية خلال الحرب العالمية الأولى. وسبق أن تعرضت المقابر الإسلامية لاسيما للجزائريين في هذه المنطقة وبمدينة ليل وستراسبورغ للتدنيس قبل نحو عام.ويأتي الكشف عن هذه الأعمال العنصرية في الوقت الذي يعيش العالم الإسلامي حالة غضب وغليان بعد نشر الرسومات المسيئة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام من طرف الصحف الهولندية وكذلك عرض فيلم "فتنة" المسيء للقرآن والإسلام والذي أصدره برلماني هولندي. وردا على هذه الممارسات، استنكر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تدنيس المقابر الإسلامية ووصف العمل بأنه "عنصري لا يمكن قبوله". ولكنه قال "هذا العمل أيضا يمس بذكرى جميع الذين قاتلوا في الحرب العالمية الأولى بمعزل عن طوائفهم". علما أن المقبرة مخصصة لمحاربي الحرب العالمية الأولى. وفي سياق الرد على الاهانات التي تتعرض لها الديانة الإسلامية في الغرب، دعت إيران العالم الإسلامي إلى الامتناع عن شراء سلع أي دولة في العالم تسمح لنفسها بتوجيه اهانات للمقدسات الإسلامية. وجاءت الدعوة على لسان حداد غلام علي حداد عادل، رئيس مجلس الشورى الإسلامي "البرلمان"، والذي وصف الاهانات التي وجهتها بعض الدول الأوروبية للمقدسات الإسلامية بأنها أعمال عدائية وغير عقلانية. وقال أن "هذه الأعمال من أبشع نماذج الغزو الثقافي وانتهاك حقوق الإنسان". وأعرب عن دهشته لمثل هذه الأعمال غير العقلانية، مشيرا إلى أن هجوم الغرب ضد مقدسات المسلمين أخذ شكلا سافرا خلال السنوات الأخيرة، وأوضح أن الدول الغربية تستخدم كافة وسائل الإعلام ومن ضمنها الكتب والأفلام والرسوم المسيئة في سبيل توجيه الإهانة للمسلمين. واعتبر حداد عادل أن "هذا التعامل غير منطقي، ناتج عن الصحوة في الدول الإسلامية وخوف الغرب من المد الإسلامي". وأوضح رئيس مجلس الشورى الإسلامي الايرانى أن حظر سلع الدول التي سمحت لنفسها بتوجيه الإهانة الي المقدسات الإسلامية يعتبر أفضل رد فعل للعالم الإسلامي، لأن الغرب سيتراجع إذا ما شاهد اقتصاده ينهار نتيجة فرض الحظر أو المقاطعة. وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد استدعت السفير الهولندى لدى طهران في وقت سابق للإعراب عن إحتجاجها على عرض فيلم "فتنة" المسيء للقرآن والإسلام.