إحتفى ثلاثون كاتبا وناقدا وروائيا جزائريا بالروائية آسيا جبار عبر صفحات مجلة "نزوى" العمانية في عددها الأخير رقم 80، وأكدّوا بأنّ آسيا جبّار الصوت العالمي المتفرّد غاب في المشهد الثقافي والإعلامي لأسباب غير واضحة رغم إنتاجها الأدبي الغزير والمنوع. الملّف الذي أعدّه الروائي أمين الزاوي، جاء في شكل ندوة وشارك فيه ثلاثون كاتبا ومترجما وناقدا من جميع الحساسيات الجمالية والفكرية، يمثلون أصواتا لثلاثة أجيال أدبية متلاحقة، بمقاربات مختلفة، قدموا شهادات أكدّت حضور آسيا جبّار المتميز في الذاكرة الإبداعية الجزائرية والمغاربية والعالمية -حسب- أمين الزاوي. وتساءل المتحدث عمّا تمثل آسيا جبار من حيث الرمزية الثقافية والأدبية للكتاب الجزائريين الذين يمارسون الكتابة باللغات الثلاث المتعايشة إبداعيا في الجزائر: العربية والأمازيغية والفرنسية، وماذا تعني هذه الروائية لأسماء إبداعية تنتمي إلى ثلاثة أجيال أدبية. في السياق قالت الروائية ليلى حموتان بأنّ آسيا جبار كاتبة وامرأة تثير فيّ كثيرا من الإعجاب والتعاطف، وما فيه شك أنها تعيش بعدا جسديا عن الجزائر ولكنها لم تبتعد عنها يوما. بدوره يرى لحبيب السايح في بعض ما كتبه في الملّف بأنّ آسيا امرأة ذات أنوثة باذخة! كاتبة متفردة، مربكة بصمتها وهي مِن نَحْت ما يشكل صورة الجزائر الإتنية الفريدة في العالم العربي. ويؤكدّ السايح بأنّ تجاربها في الشعر والقصة القصيرة والرواية والإخراج السينمائي هي التي بوأتها هذه المكانة المرموقة التي تحظى بها في الفضاء الفرانكوفوني، بفرنسا خاصة. أمّا صاحب رواية "بخور السراب" بشير مفتي فيعتقد بأنّه لم يسمع بها باكرا عكس الكتاب الجزائريين باللغة الفرنسية مثل محمد ديب ومالك حداد، ولم يكن اسمها يتردد في الأوساط الإعلامية والثقافية، خاصة المعرّبة منها، متسائلا في الوقت ذاته عن سبب تغييبها، وهل هو تغييب إرادي من الكاتبة نفسها، أم تغييب قسري من المؤسسة الثقافية والسياسية التي ربما كانت على تعارض معها على -حدّ تعبير- مفتي. وتابع قوله: "الكثير من الأسماء الروائية التي جاءت بعدها بعقود أثارت اهتمامنا أكثر مثل مليكة مقدم وحتى نينا بوراوي مؤخرا، حيث ترجمت لهما عدة أعمال بالعربية، أما آسيا جبار فظلت كأنها الصوت الغريب عن أدبنا نسمع به من بعيد لبعيد ونادرا ما نقترب منه. من جهته، يشير الكاتب رابح خدوسي بأنّ آسيا جبّار كاتبة معروفة بغزارة وتنوع وانتشار إنتاجها الأدبي عالميا، كما هي معروفة بمسارها المهني في الجامعة والصحافة والإخراج السينمائي وبكتاباتها عن المرأة والمشاكل اليومية لاسيما خلال فترة الاحتلال وهذا ما تتضمنه روايتها "الحب والفنتازيا". ويعترف خدوسي بأنّه في الوقت الراهن بات اسم آسيا جبار خارج الوجدان الجزائري، فقد تحتفظ لها الذاكرة والمكتبة بنصوصها كأي أديب، لكن انفصالها عن المجتمع الجزائري حضورا وإعلاما جعلها خارج الزمان والمكان الجزائريين. وأضاف: "إنّها غائبة عن المشهد الجزائري، فاسمها يذكر فقط شهر أكتوبر أثناء التكهنات بأسماء المرشحين لجائزة نوبل".