أنكرت إسرائيل وقوفها وراء اغتيال قائد حزب الله العسكري عماد مغنية بعد وقت من رفض متحدثيها التعليق على اتهام الحزب لها بالعملية. وبينما دعا قيادي في 14 آذار إلى التواصل والتشارك في الحزن استنكرت حماس الاغتيال واعتبرت مغنية مثالا يحتذى. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء إيهود أولمرت بعد التقارير الواردة من لبنان وسوريا حول اغتيال قيادي في حزب الله إن "إسرائيل ترفض أي محاولة من الجماعات الإرهابية لإلصاق أي مشاركة في الحادث بها"، وأضاف البيان "ليس لدينا ما نضيفه بعد ذلك". وكان بيان لحزب الله قد اتهم عملاء إسرائيل باغتيال مغنية الذي يرجح أنه قتل في انفجار وقع في العاصمة السورية أول أمس. وكان انفجار غامض قد وقع أول أمس في سيارة دفع رباعي من طراز ميتسوبيشي باجيرو في حي تنظيم كفر سوسة السكني بالعاصمة السورية، وأفاد شهود أن جثة رجل نقلت من مكان الانفجار. وذكرت مصادر في بيروت مدير أن عملية الاغتيال تعتبر ضربة كبيرة لحزب الله واختراقا أمنيا، مشيرة إلى أن الأمريكيين يعتبرونه إرهابيا كبيرا. وشهدت ضاحية بيروت الجنوبية -وهي معقل لحزب الله- حالة استنفار بعد الإعلان عن استشهاد مغنية، فيما فتح شقيق القيادي مجلسا للعزاء في منزله بذات المنطقة. وحول ملابسات الانفجار، أوضحت مصادر في دمشق أن موقع الانفجار شهد وجودا أمنيا كثيفا حيث منع الصحفيون من الاقتراب أو التصوير حتى بكاميرات هواتفهم النقالة. كما نقل عن مصادر لحزب الله في دمشق أن مغنية قتل مع مرافقه في التفجير مضيفا أن العملية تمت بجهاز تحكم عن بعد. وكان مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الحكومة إيهود أولمرت قد رفض في وقت سابق الإدلاء بأي تعليق وهو ما فعلته أوساط وزير الدفاع إيهود باراك الذي يقوم حاليا بزيارة لتركيا. لكن محطات التلفزة والإذاعة الإسرائيلية قطعت إرسالها فور ورود نبأ اغتيال مغنية ووصفته بأنه "أخطر إرهابي في الشرق الأوسط منذ ثلاثين سنة". وعنونت صحيفة يديعوت أحرونوت الأوسع انتشارا قائلة "تمت تصفية الحساب: عماد مغنية تمت تصفيته في دمشق". وتوقعت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن يقوم حزب الله بالثأر لهذا الاغتيال. وأشارت المحطة الثانية للتلفزة الخاصة إلى أن التدابير الأمنية حول السفارات والقنصليات الإسرائيلية ستعزز خشية تعرضها لهجمات. وفي بيروت دعا القيادي في فريق 14 آذار الحاكم سمير فرنجية إلى أن يكون تشييع مغنية في بيروت اليوم الخميس مناسبة للتواصل والمشاركة في الحزن في إشارة إلى اعتزام 14 آذار إحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. ونقلت مصادر في بيروت عن فرنجية قوله إن التظاهرة التي تعد قوى 14 آذار لتنظيمها اليوم في بيروت في ذكرى الحريري لن تؤجل. ومن جانبها أصدرت الجماعة الإسلامية في لبنان (الإخوان المسلمون) بيانا استنكرت فيه اغتيال قائد حزب الله الأمني وكذا فعل الحزب السوري القومي الاجتماعي المنتمي إلى فريق المعارضة. واعتبر الحزب القومي في بيانه أن الاغتيال "يأتي في سياق استهداف قوى المقاومة والممانعة". ودعا بيان أصدره القيادي الشيعي الشيخ عفيف النابلسي حزب الله إلى الرد على اغتيال مغنية في حين أشار بيان صادر عن المرجع الشيعي محمد حسين فضل إلى تطلعه إلى "كل ساحات المقاومة ضد الاحتلال لتكون أكثر تصميما على مواجهته". كما استنكر المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس سامي أبو زهري اغتيال مغنية واعتبره "مثالا للعربدة الصهيونية واستباحة كل الساحات". ووصف أبو زهري مغنية في تصريحات له بأنه ركن من أركان المقاومة و"مثال نعتز به"، وتقدم بالتعازي باستشهاده إلى حزب الله. وأضاف أن "ما يجري يعبر عن العقلية الإجرامية الصهيونية التي لم تكتف بالقتل في الساحة الفلسطينية بل باتت توسع إلى الساحة العربية والإسلامية". وفي دمشق نفسها ذكر بيان للمنظمة الوطنية لحقوق الإنسان أن "اغتيال أحد قيادي حزب الله المواطن اللبناني عماد فايز مغنية في حي كفر سوسةبدمشق إثر تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي وقادة الأحزاب الإسرائيلية باغتيال قادة حزب الله وحركة حماس أينما وجدوا ليؤكد إصرار الحكومة الإسرائيلية على انتهاك القانون الدولي". وأضاف البيان الموقع من رئيس المنظمة عمار قربي أن "فعل الحكومة الإسرائيلية هذا يرقى إلى مستوى إرهاب الدولة الذي تدينه القوانين والأعراف الدولية وشرعة حقوق الإنسان".