سيحظى الفنان المعروف محمد العماري بالتفاتة تكريمية، الخميس، بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، تنظمها الجمعية الثقافية والفنية "الألفية الثالثة" التي دأبت منذ سنوات على إقامة تكريمات مهمة لمن هو على قيد الحياة من أهل الفن في الجزائر. بعد الاحتفاء بالممثل القدير ديدي كريمو واسمه الحقيقي "حميد حناشي" والكوميدي جعفر باك، في ال8 مارس من السنة الجارية يأتي الدور اليوم على عميد أغنية الشعبي وصوت القصبة الصداح محمد العماري، وذلك تقديرا وعرفانا لمجهوداته الكبيرة التي بذلها في خدمة الغناء وإثرائه للموسيقى الجزائرية. فأبت جمعية "الألفية الثالثة" التي يرأسها الممثل سيد علي بن سالم إلا أن تلتفت وتنفض الغبار عن رمز قدّم الكثير للفن، ويستحق التكريم والاحتفاء على غرار الكثير ممن ما زالوا ينتظرون وقفة من السلطات الثقافية في البلاد كالفنان والممثل الكوميدي عثمان عريوات، الذي وعد بخصوصه سيد علي بن سالم في تصريح له بأنّه مبرمج في التكريمات المقبلة إلى جانب فنانين آخرين. يرتقب في هذا الحفل الذي يحتضنه ركح بشطارزي الخميس أن تحضر وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، ووجوه فنية معروفة ومطربين، إضافة إلى أفراد من عائلة الفنان الذي تخطىّ العقد السابع، فضلا عن عديد الأصوات الموسيقية التي تنشط فقرات هذه الاحتفائية. لمحمد العماري عديد الأغاني أشهرها "أه يا قلبي"، التي أداها مع سلوى سنة 1963، "رانا هنا"، "مانسيتشي أيامنا الحلوة" غنّاها لأوّل مرة وعمره لا يتعدى 16 سنة. "طيّارة"، "الخيزرانة"، "ما أسعد داك النهار"، "إذا ضحكني" من كلمات وألحان الراحل محبوباتي وغيرها، ولد في حيّ القصبة العتيق بالعاصمة، في 11 أكتوبر 1940، تتلمذ على يد عبد الرحمان عزيز، وتغنى بالحب والمرأة، واقترن اسم العماري دوما بالغناء الملتزم والنضالي، واشتغل مع عديد الملحنين الكبار أمثال السوري تيسير عقلة، والجزائريين لمين بشيشي وبلاوي الهواري وحداد الجيلالي، يؤدي أغانيه بأسلوب عصري وحديث يزاوج بين الحركة والصوت والمشاعر، ما جعله يقدم إبداعات بروح شبابية وبحنجرة دافئة وبلغ صوته أصقاع إفريقيا، أحيا حفلات في أزيد من ثمانين مناسبة بين أوروبا، آسيا وأمريكا اللاتينية.