عاد فن الزمن الجميل، وحمل معه رسالة كادت تتلاشى معانيها وكلماتها إلى الأبد حول تناسي ثلة من وجوه وقامات التمثيل التلفزيوني والسينمائي الجزائري، وهم اليوم في سن جدّ متقدمة أبرزهم الفنان حميد حناشي المعروف ب”ديدي كريمو” والكوميدي جعفر باك، الذين وشحا أولّ، أمس، بتكريم خاص من قبل الجمعية الفنية ”الألفية الثالثة”. الاحتفالية التكريمية التي احتضنها، المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، نظمتها الجمعية الفنية والثقافية ”الألفية الثالثة” التي يرأسها الممثل سيد علي بن سالم، بالتنسيق مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والديوان الوطني وغدارة المسرح الوطني الجزائري التي فتحت لهذا الحدث الأبواب منذ 2001، لوجهين طالما قدّما الكثير للفن الجزائري هما الممثل القدير حميد حناشي أو ”ديدي كريمو” والفكاهي ”جعفر باك”، رجلين تقدما في السنّ وأتعبهما الزمن لم يحظيا بتكريم اعترافا لجميلهما وتقديرا لمجهوداتهما إلا سهرة أول، أمس، كاد أن يفوت الأوان عليه، كيف لا وخلال حديثهما عن الاحتفاء أشارا إلى اعتقادهما أنّهما من ”المنسيين”، عبارة توحي بتهميش الوزارة لهمها. هذا وحضر الاحتفائية الخاصة عائلات المكرمين وعدد من الوجوه الفنية الجزائرية المعروفة على غرار بطلة مسلسل ”الحريق” شافية بوذراع، الفكاهية بيونة، الممثلين عزيز قردة والطاهر لعميري ومصطفى ترور، عبد الحميد رابية، نادية لعراف، وهيبة سعاد، إضافة إلى وجوه شابة تقدّمتها زينب عرّاس، الفكاهية دلال، وغيرهم. حيث قدّم هؤلاء هدايا و”تروفي” للفنانين المكرمين، كما وشحّا ببرنوس الفن اعترافا لعطائهما في الساحة الفنية الجزائرية، تحت وقع حفل موسيقي امتد لأكثر من ساعتين ونصف، أعاد مختلف طبوع الأغنية الجزائرية من عاصمي وشاوي وقبائلي، نشطه كل من الفنان الشاوي حسان دادي، الذي غنّى باقة من أروع أغاني منطقة الأوراس على غرار ”دمي دمي”، ”لهوا وذرار”، ”علاش علاش”، ”شعرها لكحل”، كما أدّى أغنية ”همّي همّي”، للراحل المرحوم كاتشو تكريما له اهتزت لها مشاعر الجمهور الحاضر بقوة في القاعة، ونقل الفنان نصر الدين لبليدي الحضور إلى عاصمة الورود، مقدما لهم أغاني جميلة تفاعلوا معها بشكل كبير منها ”ما نحكي ما نشكي”،” الراي راي وأنا مولاه”،”، وكذا أغنيته الافتتاحية ”كاتبة من عند الله يا بنت الناس ”، كما تداول على المنصة الفنان محمد العماري والمطربة القبائلية ظريفة التي أدت بعض الأغاني الحماسية منها رائعة ”إدير” أيازوا وسومر”، ألهبت بها الجمهور الذي صفق ورقص على أنغامها الخفيفة. وفضلّ، القائمون أن يكون الختام عاصميا، حيث أطرب الفنان حميدو الأسماع بتشكيلة منوعة من أغانيه التراثية والحوزية الشهيرة.