تراقب المانيا بقلق صعود موجة شعبوية مع تنظيم تظاهرات كثيرة معادية للاجانب في الأسابيع الاخيرة في بلد اصبح في السنوات الماضية القبلة الأولى للمهاجرين في أوروبا. وهذه التظاهرات التي جرت في عدة مدن في جميع أنحاء البلاد نظمتها أو تدعمها حركات من اليمين المتطرف أو من النازيين الجدد بما فيها "بديل لألمانيا" وهي حركة فتية معادية لليورو سلكت منحى معاديا للأجانب. ومن أبرز حركات هذه الموجة الشعبوية مجموعة "أوروبيون وطنيون ضد أاسلمة الغرب" (بيغيدا) التي أطلقت في أكتوبر وتكتسب منذ ذلك الحين نفوذا متصاعدا وهي تنظم منذ بضعة أسابيع "تظاهرات يوم الإثنين" على نمط التظاهرات التي هزت النظام الشيوعي في أمانيا الشرقية سابقا حتى سقوط جدار برلين قبل 25 عاما، وتصل إلى حد إستعارة شعار تلك الفترة "نحن الشعب". وسرعان ما أنتشرت هذه التجمعات التي ضم بعضها مئات الأشخاص في كل من دوسلدورف (غرب) وفورتسبرغ (جنوب) وروستوك (شمال) وبوخوم (غرب) وميونيخ (جنوب) وغيرها. والواقع أن التظاهرات تجري في سياق حركة هجرة كثيفة إلى ألمانيا وكشفت منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية في مطلع ديسمبر الجاري أن هذا البلد الذي يعتبر بمثابة واحة من الإزدهار أصبح عام 2012 القبلة الأولى للمهاجرين في أوروبا وإستقبل في تلك السنة 400 ألف مهاجر. كما أصبحت ألمانيا القبلة الأولى لطالبي اللجوء في أوروبا وباتت منشآتها لإيواء طالبي اللجوء مكتظة، وهي إستقبلت منذ مطلع العام الجاري نحو 180 ألف لاجئ بزيادة 57% عن الفترة ذاتها من العام 2013، ولا سيما أشخاص فارين من بلدان تشهد نزاعات مثل سوريا والعراق وأفغانستان والصومال، فضلا عن العديد من غجر الروم من البلقان. وتسعى الحكومة الألمانية لمعالجة هذا الوضع، وتم التصويت خلال مؤتمر الحزب المحافظ بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل الأربعاء على مذكرة تؤكد أنه "لن يتم السماح بالأنشطة الإسلامية المخربة". وخفف وزير الداخلية توماس دي ميزيير من خطورة هذه الحركات موضحا أنه "ليس هناك مخاطر من أسلمة ألمانيا وعلى الأخص في ساكسونيا" حيث لا يمثل السكان المولودون في الخارج سوى 2.2% من العدد السكاني الإجمالي.