شارك عدد قياسي بلغ 15 ألفاً في مسيرة دعت إليها حركة جديدة تنتقد الحكومة الألمانية، الاثنين، بدعوى أنها تتجاهل مخاوفها من حدوث اجتياح للبلد من قبل مسلمين ومهاجرين آخرين. وخرج الآلاف في تظاهرة يوم الاثنين، في مدينة دريسدن شرق ألمانيا ضد "طالبي اللجوء المجرمين" و"أسلمة" البلاد، وسط تزايد نشاط اليمين المتطرف في البلاد. وتعد هذه التظاهرة التاسعة التي تجري في المدينة في ما يسمى ب"تظاهرات الاثنين"، التي تنظمها جماعة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا). وهتف المتظاهرون "نحن الشعب" وهي العبارة التي هتف بها المتظاهرون المنادون بالديمقراطية في ألمانيا الشرقية، قبل ربع قرن في هذه المدينة قبل سقوط جدار برلين. ويهيمن على حركة بيغيدا المواطنون العاديون، إلا أنها تحظى بدعم النازيين الجدد ومشاغبي كرة القدم اليمينيين المتطرفين. وفي وقت سابق من الاثنين، دانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الاحتجاجات وحذرت الألمان من "استغلال" المتطرفين لهم. وقالت إن حق التظاهر لا يصل إلى مستوى "إثارة المشاكل والتشهير" ضد الأجانب. وشارك في مظاهرة دريسدن حوالي 15 ألف متظاهر، لوح العديد منهم بالعلم القومي الأسود والأحمر والذهبي، بينما حمل متظاهر صليباً بنفس الألوان، فيما حمل آخرون لافتات كتب عليها "استيقظوا"، و"لن نخدع مرة أخرى" و"نحن مواطنون ناضجون ولسنا عبيداً". وانتشر مئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب لمراقبة التظاهرة، إضافة إلى تظاهرة أخرى مضادة تحت شعار "دريسدن خالية من النازيين" و"دريسدن للجميع"، التي نظمتها جماعات مدنية وسياسية وكنسية، وشارك فيها 5600 شخص، وفقاً للشرطة. وأظهر استطلاع للرأي أجري مؤخراً على الإنترنت، أن نحو نصف الألمان (49 في المائة) يتعاطفون مع مخاوف بيغيدا، بينما قال 30 بالمائة إنهم يدعمون أهداف المتظاهرين "بالكامل". وقال 73 بالمائة من الألمان، إنهم قلقون من أن "الإسلام المتطرف" ينتشر، بينما قال 59 بالمائة إن ألمانيا قبلت عدداً كبيراً من طالبي اللجوء. وصرح وزير العدل هيكو ماس، إن المسيرات "تجلب العار" على البلاد، وأن ألمانيا تشهد "تصعيداً في التحريض على المهاجرين واللاجئين وهو الأمر الذي وصفه بأنه بغيض ومقيت". وحذر زعيم المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا أمين مازييك من أن حركة بيغيدا، يمكن أن تؤدي إلى انقسام المجتمع الألماني وإن استخدامها لشعار "نحن الشعب" يهدف إلى "تفريقنا إلى أنتم المسلمون السيئون ونحن الألمان الجيدون".