لم تعد الجزائر بلد المعجزات في ثورتها فقط، بل صارت بلدا للمعجزات أيضا في تصدير بعض الممارسات السلبية التي يندى لها الجبين، وهذا في غياب رمانة الميزان التي تقوم بتحقيق التوازن بين كفتيه، وهي المؤسسات الرسمية، وعلى رأسها في هذا الشأن وزارة الثقافة. لم يتردّد رئيس النقابة الوطنية للناشرين الجزائريين في شن حرب شعواء للوقوف في وجه بعض الناشرين الجزائريين والحؤول دون وصولهم بسلاسة إلى عضوية اتحاد الناشرين العرب. وفي رسالة "اعتراض واحتجاج" بعثها أحمد ماضي إلى اتحاد الناشرين العرب، اعترض هذا الأخير على عضوية كل من حسان بن نعمان مدير دار الأمة للنشر، ودياب قلاب دبيح مدير دار الهدى للنشر، بحجة استقالتهما وتخليهما عن واجبات الانخراط. في اتصال أجرته الشروق مع حسان بن نعمان للوقوف على حقيقة هذه الرسالة، أكد مدير دار الأمة للنشر بالقول "أولا أنا لا أعترف بأحمد ماضي رئيسا لاتحاد الناشرين الجزائريين وأطعن في شرعيته لأن الانتخابات التي جاءت به تمت في ظروف كارثية، وأتحداه أن يكشف للصحافة والرأي العام عن أي شيء مكتوب يثبت استقالتي من النقابة، كما أؤكد أنه لم يقم بجمعية عمومية منذ مدة، ولهذا فأنا أرى أن المعضلة الموجودة في بيت الناشرين أكبر من تلك الموجودة في اتحاد الكتاب الجزائريين". أما عن العضوية في اتحاد الكتاب العرب، فأكد بن نعمان "أنا عضو في اتحاد الناشرين العرب منذ سنة 2000 ضمن لجنة الملكية الفكرية، وهي أهم لجنة في الاتحاد، ولا أفهم تلك الدوافع التي تقف وراء الحرب التي تشنها النقابة ضد الناشرين الجزائريين دوليا، ولا أفهم أيضا أن يقتصر اعتراضها على ناشرين اثنين من دون 15 ناشرا جزائريا أعضاء في الاتحاد العربي؟" وأضاف حسان بن نعمان ".. كثيرا ما خرج علينا أحمد ماضي من خلال الصحافة بأن نقابته نظمت معرض الجزائر الدولي للكتاب بحضور 160 ناشرا أعضاء في النقابة، وأنا أتحدى أن يكشف عن أسماء بقائمة الناشرين المشاركين..". وخلص صاحب دار الأمة للنشر بأن وزيرة الثقافة الحالية نادية لعبيدي لا تعرف بأن النقابة لا تمثل إلا نفسها بعد الرسالة التي تبرأنا فيها من أحمد ماضي، ولهذا هناك مبادرة يقودها الكثير من الناشرين الجزائريين لتأسيس نقابة حقيقية تمثيلية لقطاع النشر في الجزائر.