حذر مرصد "معاداة الاسلام" لدى المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية من حرب أهلية في فرنسا، في ظل تنامي الخطاب التطرفي ضد الجالية المسلمة التي يزيد عددها عن خمسة ملايين نسمة من جهة، وفي ظل سكوت السلطات الفرنسية على التيارات المتطرفة التي تغذي هذا الاتجاه. رد عبد الله زكري، رئيس مركز "الإسلاموفوبيا" في فرنسا، في بيان استلمت "الشروق" نسخة منه، على تطاول الصحفي الفرنسي الذي ينحدر من يهود الجزائر، إريك زمور، الذي دعا في حصة على إحدى القنوات الفرنسية إلى ترحيل العرب والمسلمين إلى أوطانهم والتخلص من مشاكلهم بصفة نهائية - على حد قوله -. ولم يستثن عبد الله زكري، في حديثه على "إريك زمور"، المعروف بحملاته "المسعورة" ضد المسلمين، الحكومة الفرنسية من رده، حيث اتهمها بالوقوف وراء تمادي هذا الأخير في مهاجمة الجالية المسلمة في فرنسا، مطالبا إياها باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد اليهودي إريك زمور، الذي يروج لخطاب العنصرية ومعاداة الإسلام المسلمين، حيث يعتقد عبد الله زكري، الذي يشغل منصب مستشار مسجد باريس أنه من الضروري لفرنسا أن تعمل على محاربة كل الخطابات التي ترسخ للعنصرية، محذرا إياها من خطر تنامي ظاهرة "الإسلاموفوبيا" والحملات المنظمة التي تقودها بعض التيارات في فرنسا في مقدمتها اليمين المتطرف، ضد المسلمين، لأن الأمر سيؤدي لا محال إلى حرب أهلية في فرنسا، خاصة وأن عدد مسلمي فرنسا قد بلغ خمسة ملايين نسمة. وكان الكاتب والإعلامي الفرنسي إريك زمور، قد ظهر الجمعة الماضية من خلال حصة " ese disput ca"، التي تبثها قناة فرنسية، قد هاجم الجالية العربية المسلمة في فرنسا ناصحا السلطات الفرنسية بطرد كل مسلمي فرنسا الى أوطانهم، ولم يكتف بهذا الحد فحسب، بل راح يطعن في نص القرآن الكريم، "أن القرآن تعرض للتحريف من قبل الإسلاميين حتى يوظفوه في عمليات القتل وإسالة الدماء التي يقومون بها"، واتهم المسلمين بصناعة الإرهاب، وتابع الصحفي المثير للجدل قائلا: "يكفي فتح القرآن لإدراك أنه خاطئ"، مشيرا إلى أنه لن يصدق هؤلاء المسلمين الذين تظاهروا أمام المسجد الكبير بباريس للتنديد بمقتل الرعية الفرنسي بالجزائر والجرائم التي ترتكبها "داعش" في سوريا والعراق، إلا عندما يقروا ويعترفوا بوجود هذا الخلل - الذي يزعمه - في القرآن الكريم، الذي يحرض على قتل كل من لا ينتمي للإسلام.