خيمت حالة من الرعب والهلع مجددا على أحياء العاصمة والمدن المجاورة لها، بعد ما اهتزت الأرض مرة أخرى، صبيحة أمس، لثلاث مرات متتالية، ليجد المواطنون أنفسهم يركضون في الشارع، مستذكرين سيناريو الهزات الارتدادية المتتالية لزلزال بومرداس... خلف النشاط الزلزالي الأخير، الذي تعرفه العاصمة والولايات المجاورة لها، حالة من الخوف لدى المواطنين، حيث أكد الخبير في الكوارث الطبيعية ورئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، أنه بات من الضروري على الشعب الجزائري أن يتعايش مع الزلازل لوجود الجزائر على خط النار والمنطقة معروفة بنشاطها الزلزالي القوي، معتبرا الزلزال الذي هز العاصمة صبيحة أمس، بالطفيف والعادي وستشهد الجزائر العديد من الزلازل متفاوتة الشدة خلال السنوات القادمة. وأضاف المتحدث بأن الدولة مطالبة باتباع سياسة وقائية للحماية من الزلازل بعد أن ثبت عجزها عن تسيير الأمور وعدم جاهزيتها خلال زلزال 2003. وتوقع المختص أن تستمر الهزات الارتدادية خلال اليومين القادمين، مطالبا المواطنين بالتزام الهدوء. كما وجه شلغوم جملة من النصائح إلى المواطنين في حالة وقوع هزة أرضية عنيفة أو كما وصفها بالزلزال الكبير فعليهم أولا تقبل الزلزال وعدم الخوف أو الفزع والتزام الهدوء، مع ضرورة مغادرة جميع العمارات من دون استثناء، وبالأخص القديمة والتي تعود إلى الحقبة الاستعمارية فورا، لأنها تشكل خطرا كبيرا على قاطنيها، فهي الخطر القاتل وليس الزلزال يقول المختص، مع تفادي التدافع والركض على سلالم العمارة والانتظار إلى حين انتهاء الهزة والابتعاد عن البنايات للعودة مجددا إلى الديار.
خياطي: مرضى السكري، ضغط الدم والقلب هم الفئة الأكثر تضررا من الزلازل حذر رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي، البروفيسور مصطفى خياطي، المواطنين المصابين بداء السكري، ضغط الدم، أمراض القلب والأطفال من الإصابة بالهلع والتوتر الشديدين أثناء حدوث الهزات الأرضية. وطالب المختص المواطنين بالاستعداد النفسي لهذه الأحداث الطبيعية بترسيخ فكرة التعايش مع الزلازل حتى لا تحدث تعقيدات ومضاعفات صحية لديهم. ودعا المختص إلى تشكيل لجان من المختصين النفسانيين ونشرهم عبر أحياء المناطق المعروفة بنشاطها الزلزالي لمساعدتهم على امتصاص الخوف والهلع.