الإ رتباك، الهلع والهروب، هي غالبا ردود أفعال عامة الناس إثر حدوث هزات أرضية، حيث تشكل هذه الردود أهم أعراض الإفتقار إلى ثقافة الوقاية التي من شأنها أن تهيئ المواطنين للزلزال بصفة تسمح بمواجهة مخاطره بنفسية هادئة بل وتكرس اعتناق فكرة التعايش مع هزاته الإرتدادية بشرط أن تقترن هذه الثقافة بتطبيق مخططات تسيير الكوارث· تطرح الهزات الأرضية التي شهدتها مؤخراعدة مناطق من الوطن مجددا إشكالية مدى القدرة على مواجهة مخاطر الزلازل في الجزائر·· وفي هذا السياق يقدم المختصون في تسيير ومواجهة الكوارث إجابة مفادها أن إرساء ثقافة الوقاية من مخاطر بعض الظواهر الطبيعية هو الأساس للحد من أضرارها· ولقد اتخذت في السنوات الأخيرة عدة إجراءات للتخفيف من أضرار الزلازل مثل الإلتزام بتشييد بنايات مقاومة للزلازل، المراقبة الميدانية لمدى تطبيق القواعد التقنية للبناء وزيادة تكوين المختصين في هذا المجال، لكن حسب السيد بليس عبد الكريم شاوس، مدير مركز البحث الجيو فيزيائي، فإنه رغم الإجراءات العلمية، التنظيمية والقانونية المتخذة إلا أن المسألة أصبحت ترتبط قبل كل شيء باعتناق فكرة أننا نقطن في منطقة زلزالية تتطلب التسلح بثقافة الوقاية لمواجهة المخاطر الناجمة عن النشاط الزلزالي· وعلى ضوء هذه المعطيات يشكل مسعى خلق ثقافة التعايش مع الهزات الإرتدادية هدف عدة أطراف فاعلة في المجتمع وفي هذا الإطار تعتمد سياسة الحماية المدنية على تقييم مختلف المخططات المسطرة لمواجهة الكوارث بصفة مستمرة في مختلف البلديات الموزعة على التراب الوطني بغية ضمان فاعليتها· ويتخد هذا الإجراء مع تطوير الإمكانيات المادية والبشرية لإجلاء المنكوبين في حالة حدوث كوارث· وبهذا الخصوص يرى العقيد علي غلال أن النتائج المرجوة من هذه الإجراءات تقترب بصفة أساسية بإشراك المواطنين في العملية الوقائية، مما يسمح بمواجهة أفضل للكوارث، وهو ما يحرص قطاع الحماية المدنية على تجسيده حاليا من خلال تنظيم أيام تحسيسية في المدارس حول كيفية التصرف أثناء حدوث زلزال أو أية كارثة طبيعية أخرى· وفي نفس الإطار ينشط الهلال الأحمر الجزائري حسب مديره السيد حاج بن حمو زفير لإرساء ثقافة الوقاية في الوسط العائلي عن طريق الأطفال، وذلك من خلال تحسيس أطفال المدارس وتوزيع منشورات على الأقسام المدرسية، وبالموازاة مع ذلك يحرص الهلال الأحمر على تكوين فرق الإغاثة بالتوجه نحو الثانويات· الجدير بالذكر في هذا المقام تبعا لما أجمع عليه المختصون هو أن النصوص التنظيمية المرتبطة بمواجهة مخاطر الكوارث الطبيعية موجودة، وقد خضعت لعدة تغييرات جاءت كثمرة للدروس المستقاة من سلسلة الكوارث الطبيعية التي عرفتها الجزائر في السنوات الأخيرة، حيث تم بناء عليها تسطير عدة مخططات··· لكن يبقى السؤال المطروح هو لم لا تطبق العديد من البلديات هذه المخططات؟·