قال المحامي والناشط الحقوقي، مقران آيت العربي، بضرورة تحكيم العقل والذكاء في تعامل المسلمين ودول العالم الإسلامي مع حملات الإساءة للأديان، المرتكبة في وسائل الإعلام الغربية. وذكر آيت العربي على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" بعنوان "هل حرية التعبير مطلقة أم مقيدة ؟" أنه "إذا كنا كمسلمين نرفض الخلط بين الإسلام والإرهاب، وإذا كنا ننادي بأن الإسلام لا علاقة له بالأعمال الإجرامية في فرنسا وغيرها من البلدان، فينبغي أن نقول كذلك أنه لا علاقة للمسيحية بنشر ما نشرته شارلي إيبدو ولا علاقة للديانة اليهودية بالجرائم التي ترتكبها دولة إسرائيل في فلسطين، بدليل أن البابا يندّد بالإساءة للأديان وأن عددا كبيرا من اليهود يتظاهرون في إسرائيل نفسها ضد الحرب في غزة"، موضحا أنه "إذا أردنا أن ندافع عن مصالحنا وكرامتنا وأمننا، فلا بد أن نستعين بالعقل والذكاء والقانون الدولي" . وقال "إن الإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام يمكن أن تؤدي إلى تهديد النظام العام ونشر الكراهية الدينية، مما قد يؤدي إلى حروب. ومن ثم، فعلى الدول الإسلامية أن تقوم بمبادرات سياسية ودبلوماسية، خاصة في الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي، للتوصل إلى تجريم الإساءة للأديان والرسل، قصد المحافظة على النظام العام وتجنب الكراهية وتشجيع الحوار بين الأديان والحضارات، لأن الكراهية تؤدي إلى حروب والحروب تؤدي إلى تهديد السلم العالمي. وإن استمرت هذه الوضعية دون إيجاد حلول للفعل ورد الفعل، سنعرّض المسلمين للخطر. وعلى الدول ألا تتساهل في معاملة الإرهاب والإرهابيين بالوسائل القانونية. وعلينا كمسلمين أن ندرك أننا ضحايا الإرهاب بالدرجة الأولى ولعل ما حدث في الجزائر يغنينا عن الإطالة في الشرح". واستدل المحامي بنصوص قانونية مثل المادة 19 الفقرة 2 من المعاهدة الدولية للحقوق المدنية والسياسية التي تنص على: "لكل إنسان حق في حرية التعبير. ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها". ومن وجهة نظره فإن حرية التعبير في الولاياتالمتحدةالأمريكية مطلقة بمقتضى التعديل الأول للدستور الأمريكي، "إذ لا يمكن لأية سلطة أن تضع قيودا لهذه الحرية ولا يمكن التشريع في هذا المجال". ولكن الصحافي الأمريكي المحترف- يقول آيت العربي- "هو الذي وضع قيودا لنفسه وخطوطا حمراء لا يتجاوزها لكون الحرية مسؤولية. وهذا ينطبق على بريطانيا. أما فرنسا، فإنها ترى أن حرية التعبير بكل الوسائل مطلقة ولكنها قيدتها بقوانين في ما يخص المعاداة للسامية أو مراجعة كل ما يتعلق بالمحرقة النازية. أما الإسلاموفوبيا والإساءة للرسل والأديان، فتعتبرها من حرية التعبير".