بلخادم في مواجهة ديناصورات الحزب العتيد وأساطينه بدأت السبل تضيق على الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، منذ تنحيته من على رأس الحكومة الأسبوع قبل الماضي. * حيث استغل المعارضون له، هذه الظروف ليزيدوا من تكثيف ضغطهم عليه ومن معه في القيادة، بداعي تفريطهم في مكتسبات المناضلين، في إشارة إلى خسارة الحزب لرئاسة الجهاز التنفيذي لصالح غريمه التجمع الوطني الديمقراطي، الأسبوع قبل الماضي. * فقد انتهت الخلية المركزية لمتابعة شؤون حزب جبهة التحرير الوطني، من اجتماعاتها الجهوية، نهاية الأسبوع المنصرم بتنظيمها اجتماعا للخلية الجهوية للغرب والجنوب الغربي، وهي بصدد التحضير اليوم لاجتماع وطني يضبط تاريخ الاعتصام الوطني الذي سينظم أمام المقر المركزي للحزب بحيدرة بالعاصمة، للضغط عن قرب على القيادة الحالية، لتبرير ما وصف بالتقصير في الحفاظ على مكتسبات الحزب، و"سياسة الإقصاء". * وقال عباس ميخاليف، رئيس المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير بالمجلس الشعبي الوطني، خلال العهدة التشريعية المنقضية، وهو أحد الفاعلين في الخلية المركزية لمتابعة أزمة الحزب، التي يرأسها عربوش أحمد، في تصريح عبر الهاتف ل"الشروق اليومي"، إن رسالة المعتصمين أمام المقر المركزي، ستكون في صيغة ثلاثة أسئلة توجه للأمين العام للحزب، وهي "إن كنت رهينة فالمناضلون يحرروك، وإن كنت محاصرا فالمناضلون يرفعون عنك الحصار، وإن كنت موافقا على ما يتعرض له إطارات الحزب من تهميش، أعفيناك". * ويؤاخذ المتذمرون بلخادم، على ما يعتقدون أنه أصبح رهينة لدى بعض الوافدين على الحزب، الذين وقفوا في طريق كل المبادرات التي أطلقتها قيادته، منها التعليمة التي أصدرها بلخادم في التاسع أفريل المنصرم، المتعلقة بعقد جمعيات عامة للمحافظين، وكذا تراجعه عن تنظيم اجتماع الخامس من ماي، الذي كان بطلب منه. * وقد شهدت ولاية سيدي بلعباس الخميس المنصرم، آخر الاجتماعات الجهوية، وضمت ممثلين عن محافظات كل من ولايات سعيدةوهران وتلمسان وتيارت ومعسكر وغليزان ومستغانم وبشار وعين تيموشنت والنعامة إضافة إلى سيدي بلعباس، وقبلها ولاية أم البواقي في 29 جوان، الاجتماع الجهوي لولايات الشرق والجنوب الشرقي، وحضرها ممثلون عن محافظات قسنطينة وعنابة وسطيف وباتنة وجيجل وخنشلة والطارف وسكيكدة وسوق اهراس، وميلة وقالمة وبرج بوعريريج وتبسة وأم البواقي وبسكرة والوادي وورقلة، وقبل ذلك الاجتماع الجهوي لولايات الوسط، الأربعاء قبل الماضي. * واتفقت البيانات التي تمخضت عن الاجتماعات الجهوية الثلاثة، على موقف مشترك، وهو أن الحزب صار يعيش "تدهورا نظاميا وسياسيا بشكل لم يسبق له مثيل"، بسب "غلق أبواب الحوار، استهتارا وإجهاضا لكل المحاولات الداعية لإيجاد الحلول للمشاكل المطروحة"، من طرف المناضلين. * ويستدل المنتقدون لقيادة الحزب العتيد، بالظروف الراهنة، والتي تميزت بخسارته رئاسة الحكومة، لصالح حزب لا يتوفر على أغلبية نيابية، وفقدانه لرئاسة الشعبة البرلمانية لصالح نفس الغريم، في انتخابات الأسبوع الماضي، فضلا عن تفشي ظاهرة الولاء للأشخاص، حسب ما جاء في البيان، استنادا إلى نتائج انتخابات تجديد هياكل الحزب بالمجلس الشعبي الوطني الثلاثاء الأخير، والتي أرجعها البيان إلى عدم احترام الممارسات الديمقراطية داخل الحزب.