قرر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، الفصل في قضية الخلافات والصراعات الواقعة على مستوى الهياكل القاعدية داخل الحزب العتيد، عن طريق تحريك عصا الطاعة بترؤسه شخصيا لأشغال المؤتمر التاسع للحزب المرتقب في التاسع عشر من الشهر الجاري، والعمل باتجاه فرض ''الانضباط بين أوساط المناضلين''. وأفاد مصدر حزبي ''البلاد''، أمس، أن الخلافات القاعدية بين مناضلي الحزب العتيد باتت تؤرق وتعرقل الحزب في تجسيد أهدافه للمشاركة في الحياة السياسية. وأفاد المصدر أن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني قرر التعامل ابصلابة وبقوة'' مع مناضلي الحزب العتيد، على خلفية احتدام التجاذبات بين التيارات داخل الحزب بحثا عن ''تموقع'' أفضل في مرحلة ما بعد المؤتمر التاسع، حيث بدأت احرب الكواليس'' الموروثة عن مرحلة ما قبل المؤتمر الجامع بين من كان يعرف بجماعة الأمين العام السابق علي بن فليس وجماعة الحركة التصحيحية والحديث عن الأحقية في التموقع من جديد، وإن كانت القضية سنة 2005 مرتبطة بانتخابات رئاسية حاولت من خلالها جماعة بن فليس استخدام الحزب لافتكاك كرسي المرادية، فإن الخلافات الحالية لا تعدو أن تكون قضية كسب مناصب انتخابية ضمن التموقع من جديد داخل الحزب. وتوقعت مصادر تتابع تحضيرات المؤتمر التاسع للحزب تزكية الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم لنفسه من منطلق عدم وجود منافس له خلال هذه الاستحقاقات وباعتبار اسمه مفروض بقوة من قبل أغلبية المناضلين، مما يجعل عمله سهلا في فرض نوع من بالانضباط والحزم ''ودفع المناضلين للامتثال لصناديق الاقتراع مهما كانت النتيجة التي تجود بها، سواء تلك المتعلقة بجماعة عبد الكريم عبادة الذين يحاولون التموقع من جديد داخل الحزب بعد أن فقدوا الكثير من ثقلهم على خلفية تجريد عبادة من مسؤولية التنظيم على مستوى الأمانة التنفيذية للحزب، أو مع أولئك الذين يريدون التموقع من أجل تحقيق ''مصالح حزبية ضيقة''. ورجح متتبعون للشأن السياسي داخل ''الحزب العتيد'' وهو الحزب الذي يحتكم على الأغلبية بالبرلمان بغرفتيه والمجالس الشعبية المنتخبة وعدد كبير من وزرائه يشكلون الحكومة الحالية، إنهاء عبد العزيزبلخادم ''حالات التسيب'' التي يشهدها الحزب منذ المؤتمر الجامع المنعقد سنة 2005 والتي رمت بثقلها في تسيير الشؤون الداخلية للحزب، عن طريق فرض سياسة جدية ''قوامها الحزم والانضباط واحترام مبادئ الحزب''، خاصة وأن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عرف بتعامله بطريقة ''سلسة'' مع خلافات المناضلين، بدليل إبقائه الباب مفتوحا أمام المناضلين الذين اختاروا التموقع في ''جبهة'' معينة خلال المؤتمر الجامع مع عدم إعادة هيكلته طيلة خمس سنوات الماضية للقواعد النضالية التي كانت تسير بهيئات انتقالية في غالبية الولايات. ويأتي قرار عبد العزيز بلخادم هذا بعد اندلاع حرب ''الكوطات'' لعضوية اللجنة المركزية والتحضير لقائمة أسماء المندوبين تحسبا لمعركة المؤتمر التاسع، حيث تتهم جماعة عبد الكريم عبادة القيادة الحالية بإقصائها من القائمة ويعرف التحضير للمؤتمر التاسع للحزب العتيد شدا وجذبا على مستوى الهياكل القاعدية، وصلت لحد الملاسنات والمشادات بالأيدي على مستوى العديد من الولايات، الأمر الذي لم يهضمه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم الذي قرر التعامل بصرامة مع تسيير المؤتمر، مثلما فعل شريكه في التحالف الرئاسي أحمد أويحيى.