عالجت، أول أمس، محكمة الجنح بالزيادية بقسنطينة، قضيتين تتعلقان بجنحة الضرب والجرح العمدي ضد الأصول، وكانت الضحية في كلتا القضيتين هي الأم، القضية الأولى وقعت شهر نوفمبر المنصرم، تورط فيها شاب في 48 من عمره، والضحية والدته المسماة "ب.ي" 90 سنة، تعرضت للضرب من قبل ابنها، الذي طالبها ببيع منزل العائلة وتقاسم الميراث، ولما رفضت، خوفا على شقيقاته اللائي مازلن عازبات، بدأت المشاكل فيما بينهم. وصرحت الضحية العجوز بأن زوجته هي من قام بتحريضه عليها، وأكدت بأنه يتعرض لشقيقاته بالضرب مرارا!! لكنها سامحته أمام المحكمة، واشترطت ألا يعيد ما فعله معها، أما المتهم الذي صرح أثناء محاكمته، بأنه يفعل كل الأمور السيئة سوى الاعتداء بالضرب على والدته، فنفى هاته التهمة جملة وتفصيلا، وقال إنه لم ينجب الأولاد منذ زواجه منذ 12 سنة، لهذا فهو دائما يسعى لإرضاء والدته، حتى ينال منها الدعاء والرضا، وعليه التمست النيابة العامة تسليط عقوبة 3 سنوات حبسا نافذة له، فيما أجل القاضي الفصل في الحكم إلى جلسة لاحقة. أما القضية الثانية، فقد تورط فيها شاب في ال 35 سنة، وراحت ضحيته شقيقته، ووالدته المسماة "ش.م" في العقد السادس من عمرها، وتعود تفاصيل القضية إلى شكوى أودعتها الضحيتان بعد تعرضهما للضرب والجرح العمدي من قبل المتهم، حيث إن الضحية الأولى وهي شقيقة المتهم، صرحت بأن شقيقها تهجم عليها بالضرب المبرح، وسبب لها عجزا ب6 أيام من دون أي سبب، وعندما تدخلت والدته لمنعه، وجه لها لكمة على مستوى العين اليسرى، فسبب لها عجزا فاق 15 يوما، كما قام بدفعها لتسقط أرضا. المتهم صرح أمام المحكمة أنه اعتدى على شقيقته بالضرب المبرح، في حين قال بشأن والدته إنه دفعها وأسقطها في الأرض فقط، ولم يقم بلكمها، لكن والدته أصرت على أنه اعتدى عليها باللكمات، ورغم ذلك أعلنت أمام المحكمة عن صفحها عنه، ومسامحتها له، لتلتمس النيابة العامة تسليط نفس العقوبة التي التمسها في حق المتهم الأول المتابع بنفس التهمة. للإشارة، فقد أثارت القضيتان حزنا كبيرا وسط الحضور، بسبب طيبة الوالدتين، حيث بكت قاضي التحقيق بحرقة، وبكت بعض المحاميات اللواتي كنّ حاضرات في الجلسة، بمن في ذلك المدافعات عن المتهمين.