تنعقد، الأربعاء، في مدينة شرم الشيخ المصرية قمة مصرية سعودية، وهي القمة التي يصطلح تسميتها من قبل المراقبين ب"قمة الغائبين"، في إشارة الى تغيب كلا من الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز عن قمة دمشق الشهر الماضي؟ اللقاء السعودي _ المصري يتم تحت شعار "بحث الأزمة اللبنانية"، التي ناقشها أمس الأول رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في القاهرة، وذلك في محاولة مصرية - سعودية لإعادة تقديم الأزمة اللبنانية كمفتاح للحل في أزمة العلاقات العربية _ العربية. هذه الأخيرة التي يصر محور "الاعتدال العربي" على تسويتها على المقاس هذا الفريق وبالطبع بما ينسجم مع المشروع الأمريكي. وتأتي هذه القمة بعدما "فشل" الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في إقناع الرئيس المصري ب"ضرورة تسوية العلاقات مع سوريا بمعزل عن أزمة لبنان"، وبعدما فشل أمير الكويت الشيخ صباح أحمد الصباح في إقناع القيادة السعودية بالأمر نفسه. وأعرب السنيورة، عقب لقاء دام ساعتين أول أمس مع مبارك، عن أمله بالتوصل إلى حل للأزمة الرئاسية اللبنانية قبل تقاعد العماد ميشيل سليمان، مشيراً إلى أنه "حتى لو تقاعد، فإنه سيظل مرشحاً توافقياً للجميع"، ورأى أن ما يجري في هذه الفترة بمثابة "تحميل عملية انتخاب رئيس الجمهورية جملة كبيرة من الشروط من هنا ومن هناك بما يؤدي عملياً إلى منع عملية الانتخاب". وتحدث السنيورة في كلا من القاهرة وأبوظبي عن أهمية بحث العلاقات اللبنانية السورية، وخصوصاً "بما يؤدي فعلياً إلى استعادة المؤسسات الدستورية في لبنان لدورها وتعزيز دور الدولة"، وأعلن أن جولته الحالية تستهدف هذا المطلب أساساً، وقال إنه سيبحث مع المسؤولين المصريين الطلب الذي تقدم به لبنان لعقد اجتماع للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية لبحث موضوع تحسين العلاقات اللبنانية السورية. جدير بالذكر أن القمة المصرية السعودية ستتناول مجمل قضايا المنطقة وفي مقدّمتها تطورات القضية الفلسطينية والعراق ودارفور والصومال، إلى جانب سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، وسيطلع مبارك ضيفه السعودي على نتائج لقاءاته في القاهرة مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس والسنيورة. وتأتي القمّة السعودية المصرية، بعد المحادثات التي أجراها الملك السعودي منذ يومين في الرياض مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، الذي راجت أنباء عن قيامه بوساطة بين السعودية وسوريا، نفتها الكويت. ورغم رفض مصادر دبلوماسية في الرياض الحديث عن وساطة صباح الأحمد لترطيب أجواء العلاقات بين دمشقوالرياض، إلا أنها أوضحت أن زيارة أمير الكويت إلى المملكة جاءت في "إطار ترتيب البيت العربي من الداخل وإصلاح الشأن العربي العربي إلى جانب ملفات مشتركة في العلاقات السعودية الكويتية المتينة والمبنية على التفاهم المشترك". إلى ذلك، نشطت الدبلوماسية الفرنسية في الأممالمتحدة لتمرير مشروع بيان رئاسي مدعوم من الولاياتالمتحدة يتعلق بالتقرير الأخير للأمين العام حول تطبيق القرار 1701، ويتركز البيان على أربع نقاط هي الجنديان الأسيران لدى حزب الله، وحصر التسلح واستيراد السلاح بيد الدولة اللبنانية، واحترام وقف إطلاق النار بين لبنان و"إسرائيل"، وإجراء الانتخابات الرئاسية من دون تأخير.