ناشدت جزائريات متزوجات بفلسطينيين في قطاع غزة كل من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بالتدخل العاجل من أجل إيجاد حل لمعاناتهن المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات حيث منعت إسرائيل خروجهن من قطاع غزة منذ العام 2001م * وتطالب الجزائريات بأبسط الحقوق، وهي السماح لهن بزيارة أهاليهن في الجزائر والعودة إلى غزة مرة أخرى، حيث الزوج والأولاد.. * ولإيصال مشكلتهن إلى السلطات الجزائرية والفلسطينية، نظمت مئات الجزائريات من مختلف مدن القطاع تظاهرة رفعن خلالها الأعلام الفلسطينية والجزائرية وتجمعن أمام ساحة الجندي المجهول وسط غزة رفقة أطفالهن وأزواجهن.. * وبحسب ما ذكر موقع "إيلاف"، الذي أورد الخبر، فقد ارتدت النساء الجزائريات اللباس التقليدي الجزائري المميز تعبيرا منهن على تمسكهن بوطنهن وتقاليدهن.. وقد أثار مشهد التظاهرة انتباه سكان غزة وخيل لبعضهم أنهم أمام تظاهرة في قلب العاصمة الجزائرية وليس في القطاع الفلسطيني المحتل من طرف الإسرائيليين.. وتؤكد إحدى المشاركات في التظاهرة لمراسل موقع "إيلاف" أنها وزميلاتها الجزائريات تزوجن من فلسطينيين وجئن إلى قطاع غزة ليعشن حياتهن رفقة الأولاد والأسرة، لكن الاحتلال الإسرائيلي حوّل هذه الحياة إلى جحيم بعدما وضع العراقيل والشروط أمام الجزائريات، فإما أنه أي الاحتلال يمنعهن من مغادرة قطاع غزة، وإما أنه يسمح لهن بالمغادرة، لكن بدون رجعة إلى القطاع. * وتقول سيدة تدعى خديجة لموقع "إيلاف"، كانت تحتضن طفلين لم يتجاوز أكبرهما 5 أعوام، أنني لم أخرج من قطاع غزة منذ يوم دخلته، أي قبل 10 سنوات. وتضيف "إسرائيل منعت خروجنا من قطاع غزة منذ العام 2001م، أي في العام التالي من انتفاضة الأقصى، فهي كانت تسمح لنا بالخروج، لكنها تقول لن تعودوا مطلقا، الأمر الذي رفضناه البتة، فهم يريدون أن يفرقوا بيننا وبين أزواجنا وأطفالنا". بدورها فطيمة، التي ربطتها علاقة بزوجها الحالي أسامة، إبان فترة دراسته في أحد جامعات الجزائر تكللت بالزواج، تقول إنها تعيش في غزة منذ تسعة أعوام وأنها اشتاقت كثيرا لبلدها الجزائر، خاصة لوالدتها المريضة وللأسرة جميعا.. وتبتسم إحدى السيدات "كريمة" وهي تفتخر بلبسها الخاص وتقول ل إيلاف "اشتريت عددا من الفساتين الجزائرية الخاصة قبل مجيئي إلى غزة مع زوجي، ومع مناسبات العيد أو اجتماع نسائي جزائري نلبس هذا اللباس الجميل، ليذكرنا بأهالينا ومسقط رأسنا. * يذكر أن معاناة الجزائريات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ينطبق على مئات وآلاف الأشخاص الذين تزوجوا من فلسطينيين واختاروا العيش معهم في غزة أو الضفة الغربية . * وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي توقفت مع بدء الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 عن إصدار بطاقات "هويات" للفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من الحصول على تلك الهوية، وباتوا يفتقدون اليوم، لأوراق ثبوتية كالهوية وجواز السفر تمكنهم من السفر للخارج منذ أكثر من عشر سنوات.. * ويفرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا جائرا على قطاع غزة زادت وتيرته خلال السنوات الأخيرة، خصوصا بعد صعود حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى السلطة وتوليها إدارة شؤون القطاع منذ أكثر من عام، ويعاني سكان القطاع معاناة كبيرة، حيث سدت كل منافذ القطاع بتواطؤ دولي، ما أدى إلى سقوط ألاف الضحايا..