إلى متى التيار بالتناوب في بلد ينام على كل الخيرات؟ لجأت شركة "سونلغاز" خلال الأيام الأخيرة إلى قطع التيار الكهربائي عن الزبائن بطريقة التناوب، دون أن إشعار بذلك، حيث انقطع التيار الكهربائي على أحياء بلدية المحمدية بالعاصمة، على سبيل المثال، لمدة فاقت 12 ساعة يوم الأربعاء، ما سبب ضررا للعائلات وأصحاب المحلات، خاصة مطاعم الدجاج المشوي المنتشرة بكثرة في تلك البلدية، دون أن تكترث الشركة للنتائج. * وحتى إن لم تنشر شركة "سونلغاز" بيانات بالوضعيات التي تحصل في مختلف البلديات والأحياء بالعاصمة وغيرها من الولايات، وفي غياب تفسير للانقطاعات المتكررة والمنتظمة للتيار الكهربائي بمختلف مناطق الوطن دون الإشعار بها ولا الإعلان عنها، إلا أن المواطنين يؤكدون لجوء الشركة إلى توفير الكهرباء على طريقة القطع بالتناوب، لمواجهة الطلب الكبير والمتزايد على الطاقة في مرحلة اشتداد الحر خلال هذه الفترة من الصيف، خاصة مع لجوء الجزائريين أكثر فأكثر إلى تجهيز منازلهم بالمكيفات ومختلف أجهزة التبريد والترويح للتخفيف من وطأة حرارة الطقس. * وحسب الأخبار الواردة من مختلف جهات الوطن، فإن الظاهرة عمّت المدن الهامة وذات الكثافة السكانية والصناعية الكبرى وعلى رأسها الجزائر العاصمة، دون الحديث عن المناطق المعزولة والبعيدة التي أصبح فيها انقطاع التيار الكهربائي خلال فصل الصيف قاعدة وليس استثناء، وقد طال القطع مختلف أحياء العاصمة، خاصة الجهة الشرقية دون الأحياء "الراقية"، حيث أكد مواطنون بقاءهم دون كهرباء لساعات طويلة في فصل الحر هذا، رغم الحاجة للمبردات والثلاجات لحفظ المواد الغذائية والاستهلاكية من التلف. * ويذكر أن الجزائر سجلت نسبة قياسية في استهلاك الكهرباء خلال الأيام الماضية، حسب بيانات صدرت عن سونلغاز، وقد بلغ الطلب الوطني على الطاقة الكهربائية يوم السبت الماضي 6166 ميغاواط ما يعادل ارتفاعا بنسبة 2.10 % مقارنة بنفس اليوم من العام الفارط، وقد ذكرت الشركة أن قوة الطلب على الكهرباء زادت بما يعادل تزويد ثلاث مدن جديدة من نفس حجم الجزائر العاصمة والبليدة وتيبازة ذات الكثافة السكانية والصناعية الكبيرة، كما أوضحت أن بلوغ ذروة الاستهلاك يرجع إلى ارتفاع درجات الحرارة وبالتالي الاستعمال المتواصل والمتزايد لأجهزة التكييف والتبريد، وقد سبق تسجيل الذروة مرتين منذ بداية موسم صيف 2008. * ويلاحظ أنه رغم تسجيل عجز في سد الطلب المتزايد على الكهرباء، إلا أن الجزائر أبرمت اتفاقيات في المدة الأخيرة لتصدير الكهرباء لكل من المغرب واسبانيا.