أخيرا..ولكن؟ شكل رئيس الوزراء اللبناني المكلف فؤاد السنيورة أمس الجمعة، حكومة جديدة من ثلاثين عضوا نالت موافقة رئيس الجمهورية ميشال سليمان. * وقد أعلن عن تشكيل الحكومة الأمين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي أمام الصحافيين في القصر الرئاسي في بعبدا بالقرب من بيروت بعد اجتماع بين رئيس الجمهورية والسنيورة انضم إليهما لاحقا رئيس مجلس النواب نبيه بري. * ونصف أعضاء هذه الحكومة، التي استغرق تشكيلها أكثر من خمسة أسابيع، هم وجوه جديدة. وتضم الحكومة الجديدة التي أطلق عليها تسمية "حكومة الوحدة الوطنية" 30 وزيرا تبلغ حصة الرئيس سليمان فيها ثلاثة وزراء فقط، والموالاة 16 وزيرا بمن فيهم رئيس الوزراء والمعارضة 11 وزيرا، وذلك وفق النسب التي وردت في اتفاق الدوحة الذي ابرم في 21 ماي وأدى إلى حل أزمة بين الطرفين استمرت أكثر من عام ونصف. * وبموجب أول بنود هذا الاتفاق تم انتخاب سليمان رئيسا في 25 ماي وتشكلت الجمعة، حكومة الوحدة الوطنية التي أعطت المعارضة الثلث المعطل الذي يسمح بالتحكم بالقرارات التي تحتاج إلى تصويت داخل مجلس الوزراء.. وقد اسند منصب وزير الخارجية والمغتربين ل فوزي صلوخ وزياد بارود وزيرا للداخلية والبلديات، بينما أسندت وزارة الدفاع ل الياس المر ونائب رئيس الوزراء لعصام أبو جمرا، بينما أسندت وزارة العدل لإبراهيم نجار.. * وكانت الخلافات قد أجلت تشكيل الحكومة بسبب الحقائب الوزارية بين الطرفين.. وكان رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري قد أعلن أنه: "يجب الانتهاء من موضوع الحكومة لانطلاقة عهد الرئيس ميشال سليمان.. "وقال: "وافقنا على تزوير الرئيس السابق للحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو، معتبرا أن تياره قدم تضحيات في هذا الصدد.. ورفض الحريري اعتبار طلبه من السنيورة الموافقة على توزير علي قانصو انكسارا لموقف رئيس الحكومة، معتبرا أن موقفه يدخل في إطار التضحيات التي يقدمها تيار المستقبل من اجل لبنان. * ونفى الحريري وجود أي انقسامات داخل تجمع قوى 14 آذار، معتبرا أن قوة هذا التجمع تنطلق من تعددية طوائفه وتعددية وجهات نظر مكوناته والتي تصب في تعزيز قوته. * وجاء تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بعد يوم واحد من مغادرة الرئيس ميشال سليمان لبنان إلى فرنسا للمشاركة في أعمال قمة "الاتحاد من أجل المتوسط "التي تبدأ غدا الأحد. وكان لبنان قد شهد أزمة سياسية حادة بلغت ذروتها مع فراغ سدة الرئاسة الأولى في نوفمبر 2007 وانتقال صلاحيات المنصب إلى الحكومة مجتمعة. * وعلى صعيد الوضع الأمني، ساد الهدوء التام الجمعة، مناطق مدينة طرابلس شمال لبنان التي شهدت اشتباكات خلفت أربعة قتلى وستين جريحا. وذكرت تقارير إخبارية أن اشتباكات متفرقة وقعت قبل انتشار الجيش في هذه المناطق، حيث استمرت طوال الليل واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية. وكانت اشتباكات مسلحة بدأت الثلاثاء الماضي، وتجددت بقوة فجر الأربعاء، وحتى الظهر عندما أصبحت متقطعة...