شهدت جامعة نورث كارولينا في ولاية كارولينا الشمالية، وميدان ينيون في حي مانهاتن في مدينة نيويورك في الولاياتالمتحدةالأمريكية، الخميس، فعالية تأبين للطلبة المسلمين الثلاثة الذين قتلهم مسلح أمريكي، أمس الأول (الثلاثاء). وقالت كريستينا تاسكا، رئيسة "شبكة المجتمع المسلم" التي نظمت وقفة التأبين في نيويورك، إنه من الواجب محاربة الكراهية والتعصب، داعية الإعلام والمسؤولين الأمريكيين، إلى إظهار نفس الاهتمام لجميع ضحايا العنف، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم. وأكدت تاسكا، على ضرورة عدم تناول الإعلام لحادثة القتل بشكل يعتمد على الإثارة، حتى لا تتسبب التغطية الإعلامية في تصاعد جرائم الكراهية، وأعمال العداء ضد الإسلام. كما شهد حرم جامعة نورث كارولينا حفل تأبين للضحايا: ضياء بركات - سوري الأصل - (23 عاماً) طالب طب الأسنان في جامعة نورث كارولينا، وزوجته يسر محمد أبو صالحة - فلسطينية الأصل - (21 عاماً)، وشقيقتها رزان محمد أبو صالحة (19 عاماً)، الذين عُثر على جثثهم مصابة بطلقات في الرأس، في شقتهم في مجمع سكني في بلدة شابل هيل، بالقرب من جامعة نورث كارولينا، الثلاثاء الماضي. وأثارت جريمة القتل الرأي العام، وسط مخاوف الجالية المسلمة هناك من أن تكون الجريمة بدافع الكراهية، لاسيما وأن منفذها لا ديني وانتقد جميع الأديان على صفحته في فيسبوك. وأشعل الحادث موقع تويتر، إذ توالت التغريدات عقب الحادث، وكانت أكثر الجمل المفتاحية (هاشتاق) انتشاراً هي "حياة المسلمين مهمة"، على غرار هاشتاق "حياة السود مهمة"، الذي انتشر بعد مقتل عدد من السود على يد الشرطة الأمريكية في الأشهر الأخيرة. كما انتشرت صور الضحايا الثلاثة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينها صور زفاف ضياء بركات وزوجته يسر أبو صالحة. وقالت وسائل إعلام محلية، أن ضياء كان طالباً في السنة الثانية في طب الأسنان وأن يسر كانت ستبدأ دراستها في التخصص نفسه في الخريف، ورزان طالبة في جامعة كارولينا الشمالية، بحسب صحيفة الجامعة. وعقب الحادث سلم كريغ ستيفن هيكس (46 عاماً)، أحد جيران الضحايا نفسه للشرطة، واعترف بقتله للضحايا، حيث أوقفته السلطات الأمريكية. وكشفت الشرطة، أن القاتل يحتجز في سجن مقاطعة دورهام بتهمة ارتكاب ثلاث جرائم قتل من الدرجة الأولى. وقال بيان صادر عن شرطة شابل هيل، أمس (الأربعاء)، إن سبب الجريمة قد يكون خلافاً على أماكن صف السيارات، إلا أن تعريف المتهم لنفسه على مواقع التواصل الاجتماعي، بأنه "ملحد"، ونشره اقتباسات تنتقد الدين باستمرار، أدى إلى انتشار الشبهات حول كون الهوية الدينية الدافع وراء الجريمة. وحضر حفل التأبين الذي أقيم في الجامعة، والدا ضياء، وشارك به حوالي ألف شخص، بينهم طلبة في الجامعة، وأعضاء بهيئة التدريس، وجيران الضحايا. وعرضت على شاشة ضخمة صور من حفل زفاف ضياء ويسر، اللذين تزوجا حديثاً، وأشعلت الشموع في أماكن متفرقة من الحرم الجامعي، كما علقت لافتات مكتوب عليها "حياة المسلمين هامة" (MuslimLivesMatter)، و"أوقفوا الإسلاموفوبيا" (EndIslamophobia)، و"احترموا المسلمين" (RespectForMuslims). وأعربت زميلة ضياء في الجامعة فاطمة هدادجي، عن صدمتها من جريمة القتل، واصفة ضياء، ب"الشخص النظيف البعيد عن كل الأفعال السيئة، والمحب لعمل الخير"، مشيرة إلى أنه نظم حملة لجمع التبرعات للاجئين السوريين في تركيا، وكان يرغب في الذهاب لتركيا لعلاج أسنان أطفال اللاجئين السوريين. ولا تزال حالة غير اعتيادية تخيم على الشارع الذي يقع فيه منزل الضحايا، حيث أحيطت بوابة البناية التي تضم شقة الضحايا، بالزهور التي تركها الأصدقاء والجيران، ويجري عدد من قنوات التلفزيون الأمريكية بثاً مباشراً من الشارع، كما لا يكاد ينقطع مرور سيارات الشرطة به. ومن المتوقع أن يتم دفن الضحايا الثلاث اليوم، بعد أداء صلاة الجنازة عليهم.