تعاني قرية آيث أرقان في قلب جرجرة التابعة إداريا لبلدية أقني قغران بدائرة واضية جنوب تيزي وزو من عدة نقائص، علما أن هذه القرية تقع على علو 1200 متر بتعداد سكاني يتجاوز 4500 ساكن موزعين على ست مداشر هي ثوغزة، ثزقا، ثوريرث، آيث عمارة، ثينسوين وآيث ولحاج. وللوصل إلى القرية ينبغي على قاصديها سلك طريق كثير المنعرجات على بعد 10 كيلومترات من مقر بلدية أقني قغران المحفوفة بالمخاطر، خصوصا خلال الصقيع الذي يجعل السير فيها مستحيلا، فرغم جمال المناظر الطبيعية المحيطة بها المنمقة بدورها التقليدية وأشجارها المغطاة بالثلوج فإن ظروف الحياة بها صارت مؤرقة نظرا للنقائص الكثيرة المسجلة على رأسها نقص الغاز الطبيعي الذي طال أمد دخوله حيز الخدمة، الأمر الذي جعل السكان يكابدون قساوة البرودة بلجوئهم إلى قارورات غاز البوتان والاحتطاب من الغابات المجاورة وحتى تلاميذ المدارس بالقرية لا يلتحقون بمقاعد الدراسة كلما هبت عاصفة ثلجية لانعدام التدفئة، وكذا المتمدرسين في الثانوية بوسط مدينة واضية يضافون إلى قائمة الغائبين بسبب انسداد الطرقات التي لا تفتح إلا بتدخل السكان الذين يتولون إزالة الثلوج عنها لعدم توصل كاسحة الثلوج الوحيدة على مستوى القرية من تغطية كل الإقليم. ومن الفراغات التي حوّلت حياة القاطنين بآيث أرقان كذلك إلى جحيم انعدام وسائل الترفيه للشباب، حيث تقطع هذه الشريحة مسافة 20 كيلومترا للإبحار عبر الشبكة العنكبوتية التي تبقى متنفسهم الوحيد، إلى جانب ما ذكر يضاف مشكل انعدام شبكة الصرف الصحي، ما جعل السكان يلجؤون إلى المطمورات التقليدية كحل مؤقت للمشروع المتأخر الذي أعلن عنه منذ سنوات دون أن يتجسد ميدانيا. كما يعاني السكان من مشكل التسربات المائية على طول أرصفة القرية، حيث رفعت عدة شكاوى لمصالح البلدية والجزائرية للمياه من أجل التدخل لإصلاح الأعطال غير أن لا شيء أنجز في هذا الإطار، ما جعل هذه المادة تضيع في العراء على مرأى جميع المسؤولين، كما أثار المتحدثون للشروق عدة نقاط أخرى من بينها انعدام الإنارة العمومية، مجاري تصريف المياه وتهيئة مساحات القرية ومقابرها، آملين أن تلقى صرختهم تدخلا عاجلا من أصحاب القرار لتخليصهم من هذه الأزمات التي كبلت حياتهم منذ سنوات.