عبر أصحاب الوكالات السياحية المشاركة في مناقصة الحج لهذا الموسم، ممن قدموا عروضهم لنقل الحجاج بجواز سفر دولي، عن سخطهم الشديد من إقصائهم من العملية، بعد ما رست المناقصة على 8 وكالات سياحية شاركت في حج 2007، ورفعت حصة كل منها إلى 500 حاج بدل 250، في حين أكد البعض الآخر عن منحه حصة ضمن حجاج البعثة، بينما قدم عرضه بجواز سفر دولي. * أثارت نتائج عملية فرز ودراسة العروض التي تقدمت بها الوكالات السياحية للمشاركة في تنظيم حج 2008 فتنة كبيرة بين أصحاب المهنة، حيث اعتبروا النتائج غير عادلة ولا منصفة ولم يخضع التقييم لمقاييس، حيث اختيرت لنقل 4000 حاج بجواز سفر دولي، 8 وكالات شاركت السنة الماضية، ما قضى على حظوظ الآخرين في التنافس، علما أن الديوان الوطني للحج والعمرة أكد لهم، عند طرح دفاتر الشروط، أن حظوظ الجميع متساوية والاختيار سيكون بناء على التنقيط والتقييم. * وحسب المتحدثين، الذين التقتهم "الشروق" أمس بفندق الأوراسي بمناسبة إطلاق مخطط التكوين في السياحة والفندقة، فإن العملية كانت محسومة من قبل، وأن الوكالات التي فازت بالمناقصة كانت معلومة مسبقا، وقد أعدت العدة للتكفل بحجاجها البالغ عددهم 500 حاج لكل واحدة، حيث أكد البعض أن تلك الوكالات قد قامت بكراء المباني واتخذت إجراءاتها لذلك، بناء على معلومات مؤكدة لديها بالمشاركة هذه السنة أيضا، وهي وكالتين سياحيتين من كل جهة من جهات الوطن. * وخلافا للسنة الماضية أين تمت عملية فتح الأظرفة في جلسة علنية أمام الجميع بمشاركة أصحاب العروض، تمت عملية الفرز والتقييم هذه السنة في جلسات مغلقة أمام مجلس إدارة الديوان الوطني للحج والعمرة الذي يمثل أعضاؤه مختلف الوزارات المشاركة في عملية الحج، الشيء الذي جعل الجميع يجهل حظوظه إلى غاية الإعلان عن النتائج مساء أمس الأول، وقد سقطت على بعضهم مثل الصاعقة شبهها أحدهم ب"نتائج خائبة في البكالوريا". * من جهة أخرى، أكد آخرون أنهم سحبوا دفتر شروط خاص بجواز سفر دولي وعرضهم كان على هذا الأساس، فوجدوا أنفسهم ضمن قائمة الوكالات التي ستشارك البعثة في التكفل بحجاجها وعددها 12 وكالة، حصة كل واحدة منها 250 حاج، وهذه الصيغة لا تحبذها الوكالات، لأنها تسبب لها خسائر بدل من الأرباح التي يفترض أن تجنيها كل عملية سياحية، والدليل أن ثلثي المشاركين في المناقصة سحبوا دفاتر شروط خاصة بجواز السفر الدولي. * وفي وقت اكتفى فيه البعض بالحديث عن غياب العدل في دراسة الملفات والإقصاء، طالب البعض الآخر باسترجاع 5000 دج ثمن سحب دفتر الشروط، كما هددوا بشن اعتصام أمام مديرية الحج والعمرة بشارع غرمول التي سحبوا منها الدفاتر في غياب عنوان لديوان الحج والعمرة. o بربارة الشيخ ل"الشروق": o "109 وكالة قيّمت على أساس التنقيط ولا أعرف أحدا حتى اتهم بالمحسوبية" o o أكد بربارة الشيخ، مدير الديوان الوطني للحج والعمرة أن دراسة ملفات الوكالات السياحية التي قدمت عروضها للحج تمت بكل نزاهة وإنصاف، مؤكدا أن الاختيار تم على أساس التنقيط العادل ولم تتدخل فيه أي اعتبارات أخرى. o o قال بربارة الشيخ أمس في تصريح ل"الشروق" إن "اختيار الوكالات السياحية للمشاركة في حج 2008 تم على أساس مقاييس محددة من قبل يعرفها كل الوكلاء، تتعلق بالخبرة ومستوى الخدمة والمصداقية لدى الحجاج، ولم تتدخل فيها اعتبارات غير مهنية"، مضيفا أن "الملفات درست من قبل لجنة تمثل جميع الوزارات المعنية بملف الحج، وهي المشكلة لمجلس إدارة الديوان، وقد أعطت لكل ملف حقه من الدراسة". o o وعندما نقلنا لبربارة انشغال الوكالات من تقليص عدد الوكلاء في العملية مقابل مضاعفة حصة كل وكالة إلى 500 حاج، الأمر الذي لن تستطيع الوكالة تحمله من منطلق الخبرة، قال مدير الديوان الذي حمّل ملف الحج بمشاكله المعقدة من أشهر قليلة "حصة الوكالات والشروط وضعتها الدولة الجزائرية وليس رئيس الديوان، وقد اطلعت الوكالات عليها ضمن دفتر الشروط، وكان التقييم واختيار الأنسب بناء على تقييم عدد من المعطيات منها الخبرة، الاقدمية، حجم رقم الأعمال، المصداقية لدى الحجاج". o o وأمام الاتهامات باعتماد المحسوبية في اختيار الوكالات، اعتبر مدير ديوان الحج أن "109 وكالة وضعت ملفاتها كاملة وقيمت كلها على أساس النقاط والمهنية بإنصاف كبير، وأنا جديد على رأس الديوان، ولا أعرف أحدا، كيف أتهم بالمحسوبية، وكان محددا مسبقا أن تفوز 24 وكالة وليست كلها؟".