طالبت الوكالات السياحية، وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بالإسراع في طرح المناقصة الخاصة باختيار الوكالات المشاركة في تنظيم حج 2008، وذلك استعدادا للتكفل بحجاجهم مثل البعثة الجزائرية، التي تأخرت بدورها في التحضيرات هذه السنة. طلبت مجموعة من الوكالات السياحية، في اتصال مع "الشروق اليومي"، من وزارة غلام الله، طرح مناقصة اختيار الوكالات السياحية، التي ستشارك في نقل الحجاج الجزائريين والتكفل بهم خلال الموسم الحالي، دون تأخير، بسبب المعطيات التي تميز حج 2008 والمتمثلة أساسا في مشروع توسعة الحرم المكي الذي ستزال من أجل انجازه 1000 بناية، ما يخفض بشكل محسوس عدد هياكل استقبال الحجاج بمكة المكرمة.واعتبر أصحاب الوكالات أن تأخر المناقصة سيرهن فرصهم في القيام بواجبهم تجاه الحجاج في ما كانوا ضمن الفائزين، وسيسبب لهم خسائر مادية معتبرة، حيث سيضطرون في حال تأخر المناقصة إلى كراء المباني بأضعاف أسعارها، وسيلجؤون إلى المضاربين الذين يفرضون أسعارهم العالية بفعل الندرة، كما سيؤدي ضيق الوقت إلى التحضير العشوائي بدلا من ترتيب الأمور في الهدوء والنظام.وقد علمت "الشروق" أن البعثة الجزائرية نفسها، التي أمضى وزير الشؤون الدينية والأوقاف، اتفاق عقودها منذ أسبوع مع وزير الحج السعودي، استأجرت مبان وفنادق للحجاج النظاميين بمدينة العزيزية البعيدة عن الحرم المكي بنحو 20 كلم نظرا لتأخر التحضيرات ونقص هياكل الاستقبال هذه السنة، ما سيشكل عائقا كبيرا في وجه السير الحسن لموسم الحج، خاصة وأن البعثة الجزائرية معروفة بكبر سن حجاجها ما سيزيد من المشقة على الحجاج وصعوبة التكفل بهم من قبل البعثة. يذكر أن 16 وكالة سياحية شاركت في موسم حج 2007 بحصة 250 حاج لكل منها، وقد صرح مدير الحج والعمرة بلقاسم بوخرواطة السنة الماضية، بأن الوزارة تنوي رفع العدد إلى 40 وكالة هذه السنة، في وقت تطالب فيه معظم الوكالات السياحية بالمشاركة في الحج ولو بحصة صغيرة على شاكلة المغرب ب73 حاجا لكل وكالة سياحية ناشطة، حيث يعتبر موسم الحج محركا لعمل تلك الوكالات رغم عائداته المتواضعة.وبالنسبة للوكالات، يعد تقاسم أعباء الحجاج تقليلا من العبء على البعثة الجزائرية التي أثبتت عدم قدرتها على التكفل الجيد ب26 ألف حاج من مجموع 36 ألف هم حصة الجزائر، علما أن 6 آلاف حاج هم حصة النادي السياحي الجزائري والديوان الوطني للسياحة، حيث بدأ كل منهما في التحضيرات وتبقى الوكالات في انتظار شهر جوان عندما يكون الأوان قد فات.