جددت كينيا على لسان رئيسها أوهورو كينياتا تقديرها لجهود الوساطة الدولية التي قادتها الجزائر بغية التوصل إلى تسوية نهائية ومستديمة للأزمة في مالي. وجاء في بيان مشترك صدر الخميس عقب زيارة دولة قام بها الرئيس الكيني إلى الجزائر، أن الرئيس كينياتا "عبر عن تقديره لجهود الوساطة الدولية التي تمت بقيادة الجزائر بغية التوصل إلى تسوية نهائية ومستديمة للأزمة في مالي" كما أشاد بالتوقيع يوم 19 فبراير 2015 بالجزائر العاصمة على إعلان الأطراف المشاركة في مسار الجزائر. وأضاف البيان أن الرئيسين أكدا على ضرورة حفظ وحدة هذا البلد وسلامته الترابية ودعيا المجتمع الدولي إلى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مالي. وبخصوص الوضع في ليبيا عبر الرئيسان عن انشغالهما العميق حيال التحديات السياسية والأمنية التي يواجهها هذا البلد وانعكاساتها في شمال إفريقيا وفي منطقة الساحل. ودعا الرئيسان كافة الأطراف الليبية باستثناء الجماعات الإرهابية المعرفة بهذه الصفة من قبل الأممالمتحدة إلى مباشرة الحوار الذي بادر به الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة في ليبيا برناردينوليون بحسن نية بغية التوصل إلى حل سياسي يصون وحدة ليبيا وسلامتها الترابية واستقرارها.
تجديد الدعم لجهود الأممالمتحدة بخصوص الصحراء الغربية جددت الجزائروكينيا دعمهما لجهود الأممالمتحدة الرامية الى التوصل إلى حل سلمي يفضي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي. وجاء في البيان أن "رئيسي الدولتين جددا خلال تطرقهما إلى مسألة الصحراء الغربية دعمهما لجهود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الخاص كريستوفر روس الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي يقبله الطرفان جبهة البوليزاريو والمغرب ويفضي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي طبقا للوائح مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة". وفي ذات الصدد جدد الرئيسان"تضامنهما مع شعب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في جهوده الرامية إلى تحقيق طموحاته الوطنية". اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الثنائي خلال 2015 شكلت الزيارة فرصة لرئيسي الدولتين لاستعراض وضع التعاون في عدة مجالات وتأكيد عزمهما على تعزيزها من خلال وضع برامج تعاون تعود بالمنفعة المتبادلة بما يشمل المشاورات الاستراتيجية وإقامة شراكات متينة في المجال الاقتصادي والأمني ومجال الدفاع بما يخدم المصالح المتبادلة للشعبين الشقيقين. تبادل الرئيسان المعلومات حول الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي بادر بها البلدان وأكدا التطابق التام في مواقف البلدين وتحليلهما السياسي للمسائل ذات الاهتمام المشترك. في هذا الصدد قرر الرئيسان عقد اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الثنائي في بحر السنة الجارية وقد عرضت كينيا احتضانها. أعرب الرئيس كينياتا عن امتنانه للرئيس بوتفليقة على دعم الجزائر الثابت لبلده لاسيما في مجال منح التكوين ومكافحة الجراد وضد وفيات الأمهات والأطفال. والتزم رئيسا البلدين على تعميق التعاون الثنائي في مجال الأمن لمكافحة كل أنواع التهديدات الإرهابية قصد تعزيز امن مواطنيهما وإفريقيا عموما. وجددا إدانتهما الثابتة للإرهاب بكل أشكاله وتجلياته وجددا ضرورة بذل جهود مشتركة منسقة من اجل مكافحة الإرهاب العابر للأوطان. في هذا السياق ذكرا بقرارات الاتحاد الإفريقي الصائبة حول منع دفع الفدية مقابل تحرير الرهائن وأدانا هذه الممارسة التي تساهم في تمويل الإرهاب. سجل الرئيسان تطابق وجهاتهما بشأن عدة مسائل إقليمية ودولية وأقرا بالدور الهام الذي يلعبه البلدان في ترقية السلم والاستقرار والأمن في منطقتيهما وفي افريقيا. وفي هذا الشأن جددا التزامهما بالتشاور حول المسائل الشاملة والاقليمية الهامة. كما جدد الرئيسان تأكيدهما على تمسكهما بمبادئ وأهداف الاتحاد الافريقي والتزامهما بتنسيق جهودهما من أجل ترقية السلم والأمن والاستقرار والتنمية على مستوى القارة. وفي هذا الإطار جددا دعهمها لجهود الاتحاد الافريقي في البحث عن حلول سياسية للأزمات والنزاعات في افريقيا. وبعد أن أعربا عن ارتياحهما لدور الاتحاد الافريقي في التسوية السلمية للنزاعات على مستوى القارة عبر الرئيسان عن انشغالهما لاستفحال بعض بؤر التوتر والأزمات في افريقيا التي تؤثر سلبا على مسار تنميتها الاقتصادية والاجتماعية.