شهدت منطقة عين صالح بتمنراست أمس، مواجهات عنيفة بين قوات الدرك ومحتجين مناهضين لاستغلال الغاز الصخري، حاولوا اقتحام مقر شركة "هاليبرتون" الأمريكية، بعد تداول أنباء عن وصول معدات تستعمل في عملية التكسير الهيدروليكي إلى مقر الشركة، بغرض استخدامها في البئر النموذجية الثانية للغاز الصخري. وإثر تداول تلك المعلومات، وسط "ساحة الاعتصام"، تنقل حوالي 1000 محتج من الساحة، على متن رتل من المركبات إلى مقر الشركة الذي يقع على جانب الطريق الوطني رقم 01 ، ويبعد عن مدينة عين صالح ب 10 كيلومترات، والذي بلغوه في حدود العاشرة صباحا، وحاولوا اقتحامه من البوابة الأمامية، بنية حرق المعدات المذكورة، غير أن عناصر من قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني تصدت لهم، ودارت مواجهات بين الجانبين، استخدم فيها المحتجون الحجارة ومقذوفات متنوعة، في حين رد عليهم الدرك بقنابل الغاز المسيل للدموع، كما أضرم المحتجون النار في العجلات المطاطية في محيط مقر الشركة، التي كانت خالية من العمال الأجانب الذين غادروا المنطقة قبل أسابيع، ولم يبق بها إلا العمال المحليون. ودامت المواجهات قرابة الساعة، من دون أن تسفر عن توقيفات أو إصابات في صفوف المحتجين، ما عدا حالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. وتوقفت المواجهات بعد محاولات التهدئة من طرف مجموعة من المحتجين ودعوتهم زملاءهم إلى وقفها. لكن هذا لم يمنع المحتجين من توجيه "إنذار" للشركات الأجنبية بمغادرة المنطقة، في ظرف 48 ساعة، تحت طائلة التهديد بحرق مقراتها ومعداتها. وبمدينة عين صالح، رغم الهدوء الحذر الذي سادها، عمدت السلطات إلى حجب خدمات الهاتف الثابت والانترنت عن المدينة، فيما بدا خطوة لقطع التواصل بين المحتجين. كما سجل انقطاع للتيار الكهربائي. ومع ذلك ساد الهدوء عين صالح ولم يسجل بها حادث يذكر، رغم عودة المحتجين إلى ساحة الاعتصام، التي غادروها صباحا تاركين بها النساء وكبار السن.