أصدر مؤخرا، الرائد عمار ملاح كتابا جديدا حول قادة جيش التحرير الوطني بالولاية الأولى التاريخية، حيث يعد الجزء الثاني ضمن السلسلة التي حرص عمار ملاح على إصدارها خلال السنوات الأخيرة، في إطار حرصه على إحياء ذاكرة الثورة والتوثيق لمسار أبرز القادة والمجاهدين وكذا أبرز المعارك التي شهدتها منطقة الأوراس طيلة الثورة التحريرية. وتذكر الرائد عمار ملاح في الجزء السادس العديد من المجاهدين والشهداء الذين عرفوا بحجم تضحياتهم وملاحمهم البطولية في جبال الأوراس، منهم 29 شهيدا ممن قدموا تضحيات كبرى أثناء الثورة، على غرار عمار بلعايش، أحمد قايد علي، عزيل عبد القادر، غضبان الطيب، بن يوسف محمد، محمد الشريف بوذراع وغيرهم، وتطرق إلى بعض المجاهدين الذين وافتهم المنية بعد الاستقلال، على غرار يوسف اليعلاوي، بلقاسم بوخنوفة، عمر مستيري، صالح زيداني، كما خصص مقالا موثقا حول مسار العقيد شعباني بمناسبة مرور 50 سنة عن إعدامه، خاصة في ظل معرفته عن قرب، موازاة مع توليهم مسؤوليات على رأس الجيش الوطني الشعبي. وتضمن الكتاب الجديد للرائد عمار ملاح فصلا تطرق فيه إلى بعض المعارك والأحداث التي عرفتها الثورة، مثل معركة تازمورة عام 1957، ومعركة 3 أيام بحيدوسة، وأحداث 17 أكتوبر 1961 بباريس، ومظاهرات 17 أكتوبر 1961، وإضراب 19 ماي 1956، وأشار في الوقت نفسه إلى واقع الإعلام والصحافة بالولاية الأولى التاريخية، وظروف تأسيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين. على صعيد آخر أعاد الرائد عمار ملاح إصدار طبعة جديدة مزدوجة (باللغتين العربية والفرنسية) حول مؤلفه الأسبق الخاص ب "حركة 14 ديسمبر 1967 لضباط الجيش الوطني الشعبي"، وفيها يشير بالتفصيل إلى أسباب معارضة نظام بومدين والمراحل التي عرفتها حركة الانقلاب التي لم تنجح في الأخير، ما أدى إلى سجن عدد كبير من الضباط وفي مقدمتهم عمار ملاح. ومعلوم أن الرائد عمار ملاح يعد أحد قادة الثورة التحريرية على مستوى الولاية الأولى التاريخية، من مواليديوم 15 فيفري 1938 بدوار الحراكتة بتحمامت (المعذر)، زاول تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه ثم التعليم الثانوي بقسنطينة، والتحق بصفوف جيش التحرير وعمره لا يتجاوز 18 سنة سنة 1956، بعد إضراب الطلبة يوم 19 ماي من ذات السنة، وتقلد عدة مسؤوليات في جيش التحرير، منها عضو بقيادة مجلس الولاية الأولى وعضو بالمجلس الوطني للثورة الجزائرية برتبة رائد، وبعد الاستقلال عين قائدا للناحية العسكرية الخامسة بباتنة بين سنتي 1962 و1964، ثم قائدا للناحية العسكرية الرابعة بورقلة من سنة 1964 إلى سنة 1965، ثم واصل الدراسات العليا للأركان للجيش بأكاديمية (فرونزي) بالإتحاد السوفيتي من 1965 إلى 1967، ليعين بعدها عضوا بقيادة الأركان العامة للجيش الوطني الشعبي مكلفا بالتنظيم في النصف الثاني من سنة 1967، وخاض عمار ملاح مجال التأليف في السنوات الأخيرة، حيث صدرت له العديد من المؤلفات تؤرخ لمراحل الكفاح المسلح بمنطقة الأوراس، وتناول حياة أبرز القادة التاريخيين.