شنت حركتا المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان هجوماً على الرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ تنديداً بمطالبته القمة العربية التي اختتمت أعمالها، الأحد، في مصر باتخاذ مواقف مماثلة ل"عاصفة الحزم" في قطاع غزة. جاء ذلك خلال مسيرة مشتركة دعت الحركتان إلى تنظيمها في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، شمالي قطاع غزة، مساء الأحد، رفضاً لتصريحات محمود عباس. وحذر عباس في كلمة له، السبت، خلال القمة العربية من إقامة دولة فلسطينية في غزة، عبر مقترح هدنة طويلة الأمد بين حركة حماس وإسرائيل. وقال مشير المصري، القيادي في حماس في تصريحات له على هامش المسيرة، إن "من ينال طرف غزة لن ترحمه وكما لم ترحم (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو فإنها لن ترحم عباس"، مضيفاً أن "عباس وصف غزة سابقاً بالإقليم المتمرد، ويسعى إلى تأليب العالم على شعبه، ويتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبه الفلسطيني.. تارة يهددنا مستقوياً بالاحتلال وأخرى يتوعدنا بقوة عربية مشتركة تضرب غزة". وطالب المصري حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح (التي يتزعمها الرئيس عباس) ب"التبرؤ" من تصريحات عباس التي وصفها بأنها "خارجة عن الصف الوطني الفلسطيني". من جانبه، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، إن "تصريحات عباس مسمومة، وتستهدف الإطاحة بكل مساعي الوحدة الوطنية والوئام الداخلي"، وأضاف شهاب أن "غزة لن تكون كياناً منعزلاً عن باقي فلسطين، والمؤامرة التي يحذر منها عباس هو من يخدمها ويتورط بها". وتابع: "الحقيقة هي أن من يريد عزل غزة وفصلها وإبعادها هو من يعطل المصالحة والوحدة الفلسطينية وهو من يحاصر غزة ويحرض عليها ويصطف مع الاحتلال في مواجهة المشروع الوطني بعد أن وصل مشروعه لطريق مسدود". وأشار إلى أن "غزة تعرضت لحملة تحريض شديدة وظالمة بوصفها إقليماً متمرداً وأنها منبع الإرهاب وذلك بغرض النيل من جبهة المقاومة والوحدة الوطنية". ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطة الفلسطينية حول ما جاء على لسان المصدرين. ونقلت صحيفة الأيام الصادرة من مدينة رام الله في الضفة الغربية، في عددها الصادر يوم السبت، عن الرئيس الفلسطيني قوله: "نأمل من العرب أن يؤخذ الموقف الذي اتخذ بهذا الحزم وسمي عاصفة الحزم من العرب أيضاً في قضايا بلدان أخرى تعاني من الفتن الداخلية والانشقاقات والانقسامات، مثل سوريا والعراق وفلسطين وليبيا والصومال، فنأمل أن يلتفت إلى هذه الأمور". كما طالب قاضي قضاة فلسطين، ومستشار الرئيس عباس للشؤون الدينية والإسلامية محمود الهباش، الجمعة، بالتوسع في عملية "عاصفة الحزم" التي بدأتها دول عربية بقيادة السعودية في اليمن لتشمل قطاع غزة الذي يخضع لسيطرة حركة حماس. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن الهباش قوله خلال خطبة الجمعة الماضي: "ما جرى في غزة من حماس انقلاب وليس انقساماً ويجب التعاطي معه بالحزم والحسم، فلا حوار مع الانقلابيين والذين يجب أن يُضربوا بيد من حديد".