انسحب مسلحو جماعة الحوثي، أمس الاثنين، من منطقة "قانية" الحدودية بين محافظتي مأرب (شرق)، والبيضاء وسط اليمن، حسب مصادر قبلية. وقالت المصادر إن الحوثيين انسحبوا بعد أيام من المواجهات مع مسلحي قبائل مأرب، والتي كبّدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، مضيفةً أن عددا من دبابات الحوثيين وعرباتهم وصلت مديرية "السوادية" بمحافظة البيضاء. ويأتي هذا التطور الميداني في الوقت الذي سيطر فيه مسلحو القبائل مدعومين بمسلحي "أنصار الشريعة"، جناح "القاعدة" في اليمن، على 4 مواقع للحوثيين في مديرية "ذي ناعم"، بمحافظة البيضاء. كما لا تزال مناطق في محافظة "شبوة"، وسط جنوب البلاد، تشهد مواجهات عنيفة بين الحوثيين ومسلحي القبائل. وبدأت في 19 من الشهر الجاري مواجهات في منطقة "قانية" الحدودية بين محافظتي مأرب والبيضاء، بين مسلحي الحوثي ومسلحي القبائل، خلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. وقبل أشهر، كان مسلحو الحوثي بمساندة قوات عسكرية موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، قد اجتاحوا عدة مديريات في محافظة البيضاء، وسيطروا عليها بما فيها مديرية ذي ناعم. وتزامن ذلك مع استمرار غارات التحالف العربي بقيادة السعودية، لليوم الخامس على التوالي، ضد مواقع الحوثيين باليمن، ضمن عملية "عاصفة الحزم". من جهة أخرى، جدد مجلس الوزراء السعودي، في اجتماعه أمس الاثنين، برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، التأكيد على أن "أبواب المملكة مفتوحة للأطراف اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره للاجتماع تحت مظلة مجلس التعاون في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها". ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن وزير الثقافة والإعلام، عادل بن زيد الطريفي، القول، في بيان بعد انتهاء اجتماع المجلس، إن عملية عاصفة الحزم "ستُسهم في دعم السلم والأمن في المنطقة والعالم". وجدّد التأكيد على أن "المملكة تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره للاجتماع تحت مظلة مجلس التعاون في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها وبما يكفل عودة الدولة إلى بسط سلطتها على كافة الأراضي اليمنية وإعادة الأسلحة إلى الدولة وعدم تهديد أمن الدول المجاورة". من جانبه، استنكر القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، جلال الدين الصغير، العملية العسكرية التي تشنها قوات بزعامة المملكة العربية السعودية تحت اسم "عاصفة الحزم" ل"مطاردة الحوثيين في اليمن"، على حد تعبيره. ووصف الصغير العملية العسكرية، في بيان صحفي، بأنها "عدوان سعودي على اليمن" وطالب الطائرات السعودية ب"الكف عن توجيه نيرانها صوب اليمن". وأضاف أن "تبريرات شن الهجوم ضد اليمن واهية ولا أساس لها وتدخل سافر في شؤون دولة مستقلة".