واصلت الطائرات العسكرية السعودية يوم الخميس ضرباتها جوية ضد معاقل المليشيات الحوثية في اليمن في إطار عملية واسعة النطاق"عاصفة الحزم" والتي تقررت بطلب مباشر من الحكومة الشرعية لوقف زحف ميليشيات نحو محافظة عدن وإنهاء التمرد في البلاد. و تشارك في العملية دول الخليج بالخصوص، التي أكدت أن العملية " تأتي من باب اهتمامها بأمن واستقرار اليمن الذي ينعكس على أمنها واستقرارها هي أيضا". وقد أبدت العديد من الدول ومنها بينها العربية استعدادها المشاركة في العملية العسكرية التي "تستهدف دعم الشرعية في اليمن وإنهاء التمرد في البلاد". وكانت أنباء ذكرت أن المسلحين الحوثيين واصلوا أمس زحفهم نحو محافظة عدن جنوبي اليمن التي أعلنها الرئيس عبد ربه منصور هادي عاصمة مؤقتة للبلاد بعد تمكنه من مغادرة العاصمة صنعاء. وتقدم المسلحون الحوثيون والقوات المساندة لهم باتجاه المدخل الشمالي للمدينة لكنهم واجهوا مقاومة شديدة على الطريق الفاصل بين محافظتي لحج و عدن من القوات اللجان الشعبية الجنوبية الموالية للرئيس هادي. تواصل القصف ضد المواقع العسكرية والقيادية الحوثيين أكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أن الضربات الجوية التي بدأت يوم الخميس بقيادة السعودية تستهدف القوة الجوية لميليشيات الحوثيين وقدرتها على إطلاق صواريخ. وقال ياسين من مدينة شرم الشيخ بمصر أن الحملة "تهدف بشكل أساسي لمنع المتمردين الحوثيين من استخدام المطارات والطائرات لمهاجمة عدن والأجزاء الأخرى من اليمن وكذلك منعهم من استخدام الصواريخ". وامتنع ياسين عن إعطاء زمن للحملة لكنه قال إنها ستسمر حتى "تحقق أهدافها". وتواصل طائرات تحالف الدول الخليجية والعربية بقيادة السعودية قصف المواقع العسكرية والقيادية للحوثيين ضمن عملية "عاصفة الحزم" . وأدت العمليات التي تشمل كافة أنحاء تواجد الحوثيين في اليمن إلى إغلاق أجواء البلاد وموانئها تماما. وتشارك في الحملة بحسب مصادر وتقارير إعلامية نحو 179 طائرة من دول خليجية وعربية. وحسب وكالة الأنباء السعودية فإن وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان أشرف على الضربة الجوية الأولى على معاقل الحوثيين والتي نتج عنها تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل وقاعدة الديلمي وبطاريات صواريخ سام و4 طائرات حربية . كما طال القصف الجوي دار الرئاسة اليمنية وغرفة العمليات المشتركة في صنعاء بالإضافة إلى معسكر الشرطة العسكرية والقوات الخاصة وقوات الاحتياط ومنطقة الجراف بصنعاء. وحسب مسئول في وزارة الدفاع اليمنية فان قصف طائرات حربية لمعسكرات عسكرية تابعة لجماعة الحوثيين في صنعاء والتي تساندها قوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح اليوم أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين. دعم عربي ودولي لدحر الحوثيين في اليمن عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا تشاوريا يوم الخميس بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لبحث الأوضاع في اليمن. وحسب مصادر دبلوماسية أن وزراء الخارجية العرب عقدوا اجتماعا تشاوريا حول كافة الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الاجتماع الوزاري وفي المقدمة منها الوضع اليمني وسبل دعم الجهود الخليجية في إطار العملية العسكرية "عاصفة الحزم" وعلى غرار الدول المشاركة في العملية العسكرية أبدت دول أخرى منها الأردن والسودان ومصر وباكستان رغبتها بالمشاركة فيها. وفي هذا الإطار أعلنت مصر دعمها السياسي والعسكري للخطوة التي اتخذها "ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية في اليمن " استجابة لطلبها. وذكر بيان للخارجية المصرية انه "جاري التنسيق حاليا مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج بشأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية وقوة برية إذا ما لزم الأمر في إطار عمل الائتلاف وذلك دفاعا عن أمن واستقرار اليمن وحفاظا على وحدة أراضيه وصيانة امن المنطقة وفي تصريحات أدلى بها اليوم أكد سفير السعودية أن العملية العسكرية في اليمن تستند إلى ميثاقي الأممالمتحدة والجامعة العربية ولا تقتصر على مدينة أو منطقة بعينها في اليمن. واصدر في وقت سابق بيان خليجي مشترك جمع السعودية والإمارات والبحرين والكويت وقطر تم من خلاله الإعلان عن استجابة خليجية لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بحماية الشعب اليمني من مليشيات الحوثي. إلى ذلك أعربت منظمة الشعوب والبرلمانات العربية عن تأييدها لعملية "عاصفة الحزم" العسكرية وأكدت في بيان لها اليوم أن تدخل السعودية والدول المشاركة فى العملية العسكرية ضد الانقلابيين الحوثيين جاء بعد التدهور الشديد في الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن وما شهدته من انقضاض على المؤسسات الشرعية وانتشار لأعمال العنف والإرهاب. أما الولاياتالمتحدةالأمريكية فقد أعلنت عن تقديمها لدعم لوجيستي واستخباراتي لعملية "عاصفة الحزم" العسكرية في اليمن. وأوضحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي برناديت ميهان اليوم أن الولاياتالمتحدة كانت على اتصال وثيق مع الرئيس عبد ربه منصور هادي و الشركاء الإقليميين وحثت الحوثيين على وقف زعزعة الاستقرار والعمليات العسكرية فورا والعودة إلى المفاوضات كجزء من الحوار السياسي. وتبقى ردة الفعل الوحيدة المناهضة للعملية العسكرية ضد الحوثيين تلك الصادرة عن إيران والتي صفت هذا التحرك بأنه "عمل عدواني" وبإمكانه أن يعقد الأزمة في البلد ويبدد فرص لوصول إلى حل سلمي للازمة في اليمن. وقالت مرضية أفخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن "غزو اليمن بقيادة السعودية سيؤدي لانتشار الإرهاب والتطرف في المنطقة" على حد تعبيرها.