المكان الذي وقع فيه التفجير تصوير بشير زمري الانتحاري شاب في الثلاثين كان على متن "موطو ليفان" * * أصيب صباح أمس 13 عسكريا بجروح متفاوتة في اعتداء إرهابي استهدف شاحنتهم، بمدخل الأخضرية بولاية البويرة، بواسطة انتحاري كان على متن دراجة نارية مفخخة، في عملية تعد الأولى من نوعها باستعمال دراجة، في ظل عجز تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الذي ينسب إليه هذا الاعتداء عن تنفيذ اعتداءات انتحارية باستعمال سيارات مفخخة، وأيضا باستخدام الحزام الناسف بعد تشديد مصالح الأمن إجراءات الرقابة والتفتيش في المواقع المحتمل استهدافها. * أفادت شهادات محلية متطابقة، أن شابا يكون في الثلاثين من عمره يمتطي دراجة نارية، يرجح أنها من نوع "ليفان" المتداولة بكثرة في المنطقة مؤخرا، قام في حدود الساعة السادسة وعشرين دقيقة من صباح أمس بمهاجمة شاحنة عسكرية تابعة للكتيبة 32 مشاة تكون خرجت من الثكنة التي تبعد بحوالي 200 متر عن موقع الاعتداء، بمزرعة علي خوجة المعروفة ب"الخرشف" نسبة إلى بيع هذا النوع من الخضر في هذا المكان بمدخل مدينة الأخضرية جنوب الولاية، و لجدير بالذكر أن هذه الثكنة تم استهدافها في اعتداء انتحاري خلف مقتل 11 جنديا قبل يومين من انتهاء مدة الخدمة الوطنية بتاريخ 11 جويلية عام 2007. * الانتحاري هاجم الشاحنة التي كانت متوجهة في دورية عادية حسب ما عايناه ميدانيا أمس مما أدى إلى انفجار الدراجة ليتحول سائقها إلى أشلاء، ويصاب حوالي 13 جنديا كانوا على متن الشاحنة بجروح متفاوتة، ليتم نقلهم إلى مستشفى برج منايل، وعلمنا لاحقا أنه تم تحويل 3 مصابين، منهم سائق الشاحنة، ومساعد، ورقيب إلى المستشفى العسكري بعين النعجة، ووصفت حالتهم ب"الحرجة" بعد إصابتهم بشظايا الانفجار. * ووقع الاعتداء مقابل حظيرة بيع مواد البناء من رمل وحصى، وتحفظ مسؤول الأمن والمراقبة حسب ما تكشف عنه بدلته السوداء، عن تقديم أدنى معلومات في وجود رجال الأمن، واكتفى فقط بالقول أنه سمع دوي انفجار قوي نسبيا في هذا المكان وشاهد دخانا كثيفا "و علم لاحقا أن الأمر يتعلق بعمل إرهابي". * وكان أفراد الجيش والدرك قد تنقلوا الى موقع الإعتداء وقاموا بغلق حركة المرور بعد غلق المنافذ المؤدية إليه لمدة تجاوزت الساعة، وعند وصولنا كان قد تم تنظيف المكان في ظرف قياسي وخلفوا وراءهم فقط بعض الآثار المادية و"الجسدية"، وعثرنا على بقايا جثة الانتحاري متناثرة في كل مكان وعلى بعد 200 متر منها قطع لحمية وعظام و قايا حذاء رياضي يرجح أنه للإنتحاري، وكانت رائحة الدم تسود المكان، خاصة في ظل ارتفاع درجة الحرارة، وتمكنا من ملاحظة آثار الحريق الذي شب على خلفية الانفجار في طرفي الطريق، كما لاحظنا آثار عجلات الدراجة التي يكون سائقها الانتحاري قد ترصد تحركات أفراد الجيش لتفجير نفسه عند مرور شاحنتهم وتطايرت أشلاء جسده وبقايا دراجته في الجهة المقابلة على بعد أمتار. * * اللجوء إلى الدراجات تعبير عن الفشل ومفعولها محدود * وصادفنا في المرملة بعض العمال، وأكد أحدهم وهو يتفقد بقايا الدراجة من عجلات ومقود أنها من نوع "ليفان"، وهي نوع رائج كثيرا في المدة الأخيرة بالمنطقة وتتجاوز سرعته 120 كم في الساعة، مشيرا انه تسهل قيادة هذا النوع من الدراجات النارية التي تتراوح قيمتها بين 50 ألف دج و 100 ألف دج. * وعلمنا من مصدر أمني، انه يجري التحقيق في هوية بقايا جثة الانتحاري الذي لا يستبعد أن يكون من المجندين الجدد الذين تم تجنيدهم في الخلية الانتحارية لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمارة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود)، وتنسب هذه العملية الإرهابية إلى كتيبة "النور" التي تنشط بمنطقة الأخضرية، وتعد هذه العملية الانتحارية الثانية التي تشهدها ولاية البويرة منذ تدشين الاعتداءات الإنتحارية، حيث تم استهداف ثكنة عسكرية في جويلية من العام الماضي. * ولاحظ مختصون في الشأن الأمني، انه تم تنفيذ الإعتداء الإرهابي في المكان نفسه في الأخضرية أي في نفس المعقل الرئيسي للجماعة السلفية مما يعتبر "تأكيدا جديدا على نهاية الخلايا العاصمية كانت انتحارية أم للدعم اللوجستي"، وبرأي هؤلاء فإن اللجوء إلى الدراجات النارية هو تعبير عن "الفشل في استخدام السيارات المفخخة والانتحارية كما كان عليه الوضع سابقا"، والهدف من هذا الإعتداء الاستعراضي "تجاوز الصعوبة المسجلة في تجاوز الحواجز الأمنية التي تكثفت حول معاقل عناصر الجماعة السلفية في ولاية بومرداس" إضافة إلى سهولة الحصول على دراجة نارية دون الحاجة إلى وثائق ملكية وبطاقة رمادية بنفس درجة التعقد بالنسبة للسيارات، خاصة بعد ان فرضت مصالح الأمن رقابة شديدة على السيارات المسروقة، حيث أصبح يبلغ عنها في وقت قياسي، وتنشر ألواح ترقيمها عبر كل الحواجز الأمنية ومراكز الأمن، كما يعني ذلك ان مرحلة استخدام شاحنات التبريد قد تم التراجع عنها، لكن المؤكد بحسب مراقبين، ان الدراجات النارية لن تكون بنفس المفعول الإرهابي للسيارات، لأن طاقة استيعابها من المتفجرات محدودة جدا، كما أن وجودها بالقرب من المراكز الأمنية المستهدفة يثير شكوك مصالح الأمن أكثر من غيرها، وفي الدراجات النارية لا يمكن تضليل عناصر الأمن بوجود أطفال ونساء في السيارات الانتحارية كما كان الأمر من قبل، حيث كان الصغار والنساء يستخدمون في تمرير السيارات إلى داخل العاصمة قبل أن يستقلها انتحاري وحده لتفجير نفسه. * * الجماعة السلفية من السيارات المفخخة، الأحزمة الناسفة إلى الدراجات * ويؤكد متتبعون للشأن الأمني، إنه الخيار الوحيد المتاح اليوم أمام قيادة درودكال في ظل تضييق الخناق على تحركات أتباعه وفرض الرقابة على حركة السيارات مع تشديد الرقابة على عمليات البيع والشراء وضبط جميع السيارات المسروقة مما دفع إلى تنفيذ اعتداء بواسطة حزام ناسف استهدف ثكنة الحرس الجمهوري ببرج الكيفان شرق العاصمة كان فاشلا بفضل يقظة جنود الحراسة، و كانت مصالح الأمن قد تمكنت من إحباط اعتداءات انتحارية أبرزها الإعتداء الذي استهدف مقر أمن دائرة الثنية ببومرداس، حيث خلفت مقتل 4 أشخاص منهم أفراد شرطة ومدنيين، بينما كان الانتحاري يخطط لإسقاط أكبر عدد من الضحايا إضافة إلى الضجة الإعلامية التي ترافق هذا النوع من العمليات. * * مصالح الأمن كشفت منذ شهرين عن "المخططات الإرهابية الجديدة" * وكانت مصالح الأمن قد وجهت منذ حوالي شهرين تعليمة إلى مختلف مصالحها على المستوى الوطني لتشديد الرقابة على الدراجات النارية، وكشفت عن مخطط "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تنفيذ اعتداءات انتحارية باستعمال الدراجات النارية، وتم اعتماد إجراءات أمنية حالت دون اختراق المواقع العسكرية والأهداف، حيث تم استهداف الشاحنة العسكرية على بعد أمتار من الثكنة التي تم تطويقها جيدا منذ تفجيرات 11 أفريل 2007. ويذكر، أن مصالح المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية تلمسان كانت بداية السنة الجارية قد أوقفت المدعو "ز.محمد" من مواليد 1982 مهندس في "المناجمات" كان يدعي أنه مختل عقليا وذلك أياما فقط قبل التحاقه بصفوف الإرهاب بالمنطقة الثانية (الوسط) لتنفيذ اعتداء انتحاري بعد تلقيه تدريبات على الانترنيت وعبر أشرطة حول كيفية استهداف المواكب الرسمية وتنفيذ اعتداءات انتحارية بواسطة الدراجات النارية وكيفية التنصل من المحققين في حال توقيفه. وحجزت في ذاكرة جهاز حاسوبه دروس حول أنواع القتال منها كيفية اقتحام السجون لإطلاق سراح المعتقلين، استهداف المواكب الرسمية إضافة إلى القتال بواسطة الدراجات النارية، وكذلك كيفية تهريب الأسلحة والذخائر والأفراد والشخصيات، وصور عن تقنيات فك واستخدام الأسلحة النارية. *