أعطت المديرية العامة للأمن الوطني تعليمات لجميع مصالحها لتكثيف عمليات تفتيش الدراجات النارية على المستوى الوطني، خاصة بالمعاقل الرئيسية لتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بالعاصمة وضواحيها، وذلك بعد ورود معلومات تفيد بوجود مخططات لتنفيذ اعتداءات انتحارية باستخدام دراجات نارية أو استعمالها في ترصد تحركات رجال الأمن والتنقل وغرس القنابل التقليدية. * ولا تستبعد مصادر أمنية تنفيذ اغتيالات فردية على متن الدراجات النارية لسهولة فرار سائقيها، خاصة بعد تضييق الخناق على تحركات السيارات المفخخة وعجز الانتحاريين عن اختراق المراكز الأمنية والثكنات العسكرية. * وحسب ما توفر ل"الشروق اليومي" من معلومات، فإن إرهابيين تم توقيفهم مؤخرا وآخرين سلموا أنفسهم حديثا لأجهزة الأمن، كشفوا في إفاداتهم، أن قيادة "الجماعة السلفية" قامت مؤخرا باقتناء عدد كبير من الدراجات النارية من مختلف الأحجام والأنواع وتم تحويل بعضها الى ورشة صناعة الأسلحة، حسب ما ورد في إفادات الإرهابيين المعنيين الذين أكدوا أن "الجماعة السلفية" تتجه الى تنفيذ اعتداءات انتحارية باستخدام دراجات نارية. * وسبق لهذا التنظيم الإرهابي أن نفذ اعتداء إرهابيا فاشلا، استهدف شاحنة عسكرية كانت تنقل عسكريين بالأخضرية بعد تأمين الثكنة التي لا تبعد إلا بحوالي 20 مترا، وخلف الانفجار إصابة 13 عسكريا بجروح خفيفة، كما توصلت التحريات الأمنية إلى تجنيد الدراجات النارية في تصوير المواقع قبل استهدافها وترصد تحركات رجال الأمن ودورياتهم وأيضا مرافقة الانتحاريين. * ويشن أفراد الأمن حملة واسعة ضد الدراجات النارية حسب ما وقفت عليه "الشروق اليومي" ميدانيا، حيث يخضع هؤلاء في نقاط المراقبة والحواجز الأمنية الثابتة والدوريات المتنقلة الى عملية تفتيش حثيثة ومراقبة الوثائق منها رخصة السياقة ومطابقتها إضافة الى حالة الدراجة في إطار المراقبة التقنية للمركبات والدراجات ومدى احترام السائق للقانون منها ارتداء الخوذة، لكنها في الواقع إجراءات وقائية لإحباط أية عملية إرهابية، خاصة الاعتداءات الانتحارية. * ويرى مراقبون للشأن الأمني، أن لجوء قيادة "درودكال" الى استخدام الدراجات النارية يعكس قدرات التنظيم الإرهابي وعجزه عن اختراق الإجراءات الأمنية بالمراكز الأمنية وتكثيف المراقبة والتفتيش بالحواجز، خاصة في ظل اعتماد الحواجز الأمنية المتنقلة التابعة للجيش والدرك والشرطة مع تكثيف الدوريات المتنقلة، ويؤكد متتبعون أن استخدام الدراجات يؤكد على صعيد آخر محدودية المواد المتفجرة لدى التنظيم الإرهابي على خلفية أن طاقة الدراجات النارية في حمولة المتفجرات محدودة جدا ويكون مفعولها بناء على ذلك محدودا، كما وقع في اعتداء البويرة، وهو ما يقود للقول أن التنظيم الإرهابي يعتمد العمليات الاستعراضية مؤخرا للتأكيد على استمرار وجوده ونشاطه.