تعدّ قاعة "زينيت"، التي تحتضن غدا حفل الافتتاح الرسمي لتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، تحفة معمارية بهندسة عصرية وأصيلة. في الوقت نفسه تتوفر على وسائل تكنولوجية حديثة، لكن لماذا لم يغير اسم هذه القاعة الكبرى رغم عديد المقترحات التي تتعلق بأسماء فنية وأدبية جزائرية تحدثت عنها الوزيرة لعبيدي وسامي بن الشيخ الحسين محافظ التظاهرة؟ من بين الأسماء التي تم تداولها على مستوى وزارة الثقافة بسبب بعض الأصوات التي نادت بضرورة تغيير تسمية القاعة من اسمها الأعجمي إلى اسم عربي، خاصة إذا كان يحمل اسم شخصية ثورية أو فنية أو أدبية جزائرية. وهي كثيرة لا تزال تغيّب، بينما يحتفى بكلّ ما هو أجنبي. ونجد، حسب ما أشار إليه بن الشيخ، في "فوروم الشروق اليومي"، عدّة أسماء على غرار اسم الفنان رشيد قسنطيني والراحلة وردة الجزائرية والروائي مالك حداد وأسماء وشخصيات أخرى، مؤكدا في السياق أنّ الاستقرار على تسمية معينة سيكون قبيل الافتتاح الرسمي في ال16 أفريل الجاري أي يوم غد، وأنّ القرار ستفصل فيه السلطات العليا للبلاد، لكن إلى غاية كتابة هذه الأسطر لا توجد مبادرة لتغيير التسمية. والجميع منشغل بالافتتاح وملحمة قسنطينة للمخرج علي عيساوي التي ستقدم أمام الرسميين والوفود من سفراء ووزراء عرب وأسرة إعلامية جزائرية وعربية وأجنبية، ما يدلّ أنّ تسمية "الزينيت" ستستمر إلى إشعار أخر. وقد رجح سامي بن الشيخ أنّ التسمية ستستقر على اسم وردة الجزائرية نظرا إلى التكريم الذي ستحظى به في ذكرى وفاتها، المصادفة ل18 ماي من كل سنة. من جهتها، وزيرة الثقافة، لعبيدي، صرّحت سابقا، خلال زيارة تفقدية قادتها إلى قسنطينة بأنّ قاعة "الزينيت" الكبرى لن تحمل هذه التسمية وأن العديد من الأسماء الفنية مقترحة سيتم اختيار أحدها لاحقا، إلا أنّه إلى حد الساعة لا تغيير في التسمية. للإشارة، فإنّ دلالة كلمة "الزنيت" أو "zenith" تعني في اللغة العربية النقطة الأعلى التي تراها إذا رفعت رأسك، وهي تأتي من تعبير عربي قديم في حقل علم الفلك، هو "سمت الرأس". و تعريف ال "زينيت" سمت الرأس في علم الفلك هو نقطة من الفلك ينتهي إليها الخط الخارج من مركز الأرض على استقامة قامة الشخص. كما تستعمل كلمة زينيت للإشارة إلى أعلى نقطة قد يصل إليها أحد الأفلاك خلال دورته الطبيعية انطلاقًا من نقطة مراقبة معينة. فالشمس، مثلاً تصل إلى "الزينيت" عند الظهر، عندما تنظر إليها فتجدها فوق رأسك بالتحديد، وتجد نفسك دون ظلال. وفي سياق ذي صلة، لجأت وكالة إعلامية تدعى "زينيت" إلى اختيار هذا الاسم بالنظر إلى أنّها أخذت هذا التعبير من رمزية اللاهوت المسيحي، حيث يرى بعض القديسين واللاهوتيين "الزينيت" في يسوع بالذات ويسوع- حسبهم- هو النقطة الأعلى، الهدف والنمو الأسمى الذي يستطيع الإنسان أن يتوصل إليه.