أكدّ السيد سامي بن الشيخ الحسين، محافظ تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، أنّ جلّ الاستعدادات لاستقبال التظاهرة العربية تسير في الطريق الصحيح وأصبحت المنشآت التي ستحتضن بداية التظاهرة قاب قوسين أو أدنى من الجاهزية، مضيفا خلال الدردشة التي جمعته بجريدة "المساء" على هامش الإعلان عن إطلاق نادي الصحافة الخاص بالتظاهرة بحر هذا الأسبوع، أنّ كلّ الأمور ضبطت وأنّ القسنطينيين معنيون بمرافقة وإنجاح هذا الحدث الإقليمي الذي مكّن عاصمة الشرق من الحصول على عديد المرافق التي تعدّ مكسبا للمدينة ولقطاع الثقافة. - أولا نريد أن نعرف تقييمكم للاستعدادات الخاصة بالتظاهرة، قبل أسابيع قليلة من الافتتاح الرسمي؟ — التحضيرات قائمة وكلّ الدوائر الفنية تعمل من أجل أن نكون في الموعد، وأظن أنّه لا يوجد تأخر كبير في أي دائرة من الدوائر، سواء المسرح، الكتاب، التراث غير المادي، الملتقيات والمعارض، كلّ الأجندات مرتبة... ضبطنا الأمور، سيكون أوّل ملتقى من 20 إلى 23 أفريل القادم، كما ستنطلق 3 معارض، الأوّل يوم 17 أفريل ويدوم 3 أشهر، النشاط الموسيقي يوم 17 أفريل وتفتتحه الأوركسترا السنفونية الجزائرية، تليها الأوركسترا المصرية، وسيكون أوّل أسبوع ثقافي لدولة فلسطين. - من كلامكم نفهم أنّ كلّ الأمور ضبطت نهائيا؟ — لم نضبط البرنامج النهائي بعد ولكن ضبطنا برنامج الثلاثة أشهر الأولى من التظاهرة على الأقل وسنكون في الموعد، وأظنّ أنّ برنامج شهر أكتوبر أوسبتمبر المقبلان أو حتى برنامج شهر جانفي من سنة 2016 لا يأخذ الأولوية مقارنة بالأشهر الأولى من التظاهرة، وهي أفريل، ماي وجوان، وعند الانطلاق في تطبيق هذا البرنامج، سننتقل بعدها للتحضير إلى الأشهر الأخرى وفق رزنامة محدّدة مسبقا. - لاحظنا خلال خرجات الوالي التي تابعناها لمشاريع لعاصمة الثقافة العربية، تأخّرا في العديد من المشاريع الخاصة بالتظاهرة، هل سيؤثّر هذا على برنامج عمل المحافظة؟ — بالفعل هناك تأخّر في بعض المشاريع على غرار مشروع قصر المعارض الذي سيشيد على مساحة 22 ألف متر مربع ومتحف الفنون الجميلة، ولكن أنا على قناعة أنّ هذا التأخّر لن يؤثّر على برنامجنا لأنّ هناك البديل، فمثلا قاعة الزينيت التي تتّسع ل3 آلاف مقعد ستكون جاهزة في نهاية شهر مارس، وستحتضن العديد من المعارض التي كانت مبرمجة بقصر المعارض، شأنها شأن قصر الثقافة "مالك حداد" ودار الثقافة "محمد العيد آل خليفة" اللذان ستحوّل إليهما النشاطات التي كانت مبرمجة بمتحف الفنون الجميلة، سنستغل أيضا مسرح قسنطينة الجهوي من أجل ترتيب الأمور. - مع بداية العدّ التنازلي للتظاهرة، هل بدأت الدول العربية في تأكيد مشاركتها وتقديم برامجها؟ — تصلنا تأكيدات يومية من الدول العربية المعنية بالمشاركة في التظاهرة، وقد خصّصنا فرقة ستقوم بجولة عربية، على رأسها السيدان عز الدين ميهوبي وإبراهيم صديقي من أجل التنسيق مع الدول المشاركة وضبط البرنامج الذي سيشاركون به قصد الاستعداد التام وتحضير كلّ المرافق التي تحتاجها كلّ دولة خلال أسبوعها الثقافي. - التظاهرة ستنطلق خلال أسابيع ولكن الورشات لا تزال مفتوحة في قلب مدينة قسنطينة، ألا يؤثّر هذا على استقبال الضيوف؟ — نتأسف لهذا الحال، كنا نتمنى أن تنتهي أشغال تهيئة شوارع وسط المدينة قبل بداية التظاهرة خاصة من أجل استغلالها في مجال السياحة وتعريف ضيوف قسنطينة من عرب وأجانب بالموروث الثقافي المادي على غرار البنايات والمعالم الموجودة بقلب المدينة. - ماذا ستقدّم التظاهرة لعاصمة الشرق؟ — أظنّ أنّها ستقدّم الشيء الكثير لقسنطينة، فبالإضافة إلى البرنامج الثقافي الثري المسطّر والذي سيخلق دينامكية داخل المدينة، هناك الفضاءات الثقافية الجديدة التي ستكون مكسبا للولاية على غرار الزنيت، قصر المعارض ومتحف الفنون، هذه المنشآت ستفتح أبوابها أمام طالبي التوظيف وستساهم في خلق فرص عمل وتشغيل المئات من الشباب القسنطيني، سواء في أعمال مباشرة أو غير مباشرة. - لاحظنا استعمال الفرنسية على حساب العربية في الاتصال، وهو أمر لا يتطابق مع الحدث، ما تعليقكم؟ — سنأخذ هذه الملاحظة بعين الاعتبار، وسنسعى لأن نكون في مستوى كلّ التطلّعات، نحن لا نعارض استعمال اللغات الأخرى، فنحن منفتحون على اللغات الأجنبية سواء الفرنسية أوالإنجليزية. - أشرفتم على إطلاق ناد للصحافة، ما الهدف من هذه المبادرة؟ — هذه المبادرة جاءت باقتراح من بعض أعضاء المحافظة، وأظنّ أنّه اقتراح في المستوى، سيكون فضاء يجمع كلّ العائلة الإعلامية لتبادل الأفكار فيما بينهم وبين المحافظة، ولن يكون أيّ مشكل بخصوص التبعية أو فرض الأفكار من طرف المحافظة.. أظن أيضا أنّ مركز الصحافة سيكون مكسبا للعائلة الإعلامية بعد نهاية التظاهرة، وأوجه ندائي إلى كلّ الصحافيين لمواكبة الحدث والمساهمة في إنجاحه من خلال إبراز الملاحظات وحتى النقد البنّاء، وأضيف أنّ المحافظة تولي جانبا هاما للاتصال والإعلام، وقد وضعنا مجلة باللغتين العربية والفرنسية تحت عنوان "المقام"، يشرف عليها إعلاميون من قسنطينة قصد تغطية أهم أحداث التظاهرة. - نشكركم على تخصيص هذا الحيز من وقتكم. — الشكر لنا وكلّ الأبواب مفتوحة أمام رجال الإعلام لنقل المعلومة الصحيحة وتنوير القارئ.